«من الصخر للفخر».. قصة نجاح شاب مصري في دهب
جبال صخرية شاهقة الارتفاع تصحبك طوال رحلة سفرك وأنت متجه لمدينة دهب بجنوب سيناء، ليكون واقع من انتقلوا للاستقرار بها هكذا، نحتوا بأيديهم الطامحة بداخل صخور أحلامهم لتجسيد قصة نجاح تلفت الأنظار.
من يرى أن الذين يبنون أحلامهم هناك ينعمون بطبيعة المدينة الساحرة وحسب مخطأ، فالبدايات وأن تكون من الأوائل حلم ليس بيسير، لتعود الأعوام لعام ٢٠٠٤ حينما قرر أمير ثروت، ابن العاصمة أن يبحث عن مجال عمل يكفي به طلباته واحتياجاته وهو في المرحلة الثانوية من عمره.
لن يخجل أمير أن تكون أول الأعمال التي أسندت له أن يكون عامل نظافة بأحد الفنادق بمدينة دهب، وليعود للقاهرة لإكمال دراسته الجامعية بكلية الحقوق فيما بعد وتكمل معه أحلامه الطريق، ليعمل في العاصمة ولكن ما زالت أنظاره تشتاق للعودة لمدينة دهب ليتردد عليها من الحين للآخر.
أثناء دراسة أمير الجامعية عمل في عدد من المطاعم والفنادق بدءا من خدمة الزبائن، كابتن، مشرف عام، ليكلل حبه لمجال الإدارة الفندقية بالدراسة في الجامعة الأمريكية وجامعة حلوان أيضا، معلقا: "عام ٢٠١٢ بدأت عملي في الإدارة، عام ٢٠١٤ وصلت لمدير عام في أحد المطاعم، عام ٢٠١٧ اتجهت للدراسة المتخصصة".
"البلد اللي بدأت فيها، لازم أنجح فيها" على الرغم من أصول أمير النوبية والمنتمية لمدينة أسوان، إلا أن مدينة دهب مازالت تحتل مكانتها المميزة بأحلامه، ليسطر بداية حكايته في أكثر الفترات صعوبة في مجال العمل السياحي الناتجة من اجتياح وباء كورونا.
في شهر يونيو لعام ٢٠٢٠، قرر أمير أن يجمع أحلامه وأمواله، وكل ما حصد في فترات عمله السابقة ويكون شريكا لأحد الفنادق، ليترك زخم وزحام العاصمة وينتقل لمدينة دهب ليستكمل طموح رحلته من جديد.
في فترة وجيزة لا تتجاوز ٦ أشهر، ارتفعت أسهم نجاح أمير، ليصبح لفندقه شأن يجذب أنظار الزوار له، كما أن للمسؤولية المجتمعية دورا بداخل خطة أعمال أمير، ليدعم مرضى السرطان وأصحاب المبادرات الاجتماعية لمدينة دهب، باستقبالهم بدعم خاص لهم.
"الحياة في دهب متعه ودعم للطاقة الإيجابية"، هكذا وصف أمير حياته في مدينة دهب، مستطردا: “يحزننا التعاملات غير المسؤولة من زوار مدينة دهب تجاه المحميات الطبيعية وإفساد الذوق العام لها، لمجرد قضاء عده أيام ثم الرحيل”.
بجهود شبابية متواصلة يسعى الدهباوية كما يطلقون على أنفسهم للتوعية باستمرار للحفاظ على طبيعة وروح دهب السياحية المختلفة "فدهب نسيج القلب وأجمل ما رأيت" - كما وصفها-.
يحلم أمير أن تتوسع سلسلة فنادقه في موقع آخر بمدينة دهب تباعا ثم مدينة شرم الشيخ وغيرها من مدن جنوب سيناء، ليستكملها في مدينة أسوان وفاء لأرض مولده.
يختتم أمير حديثه، بأن لحظات النجاح البراقة ليست كل الطريق، فخلفها كواليس تعب وتضحية وشقاء لا ترى، فالاقتداء بالنهايات لا يبني مستقبل، بل عليك الاستفادة من خبرة بدايات الطريق لتعرف كيف تكمل طريق احلامك بنجاح".