أحلام الفتى الطائر: عادل من الهجرة للسياحة إلى تحقيق طموحه في المحروسة
حلم راوده منذ الطفولة بأن يكون أحد أبطال الساحرة المستديرة، ساعيًا لإحراز هدف حياته بانضمامه لأحد الأندية الكبيرة، ويكون أحد أبرز المشاهير في لعبة كرة القدم، لكن سرعان ما توقف حلمه الذي شغل حياته طيلة سنوات.
أصيب محمد عادل بإحباط من فقد طريق شغفه ولا يعلم أين يكون السبيل؟، خاصة أن دراسته الجامعية كانت في الحقوق التي لم تساعده في إيجاد شغف لطريق بديل، ليلجأ عادل لإحدى الوظائف الروتينية: "مبحبش اشتغل عند حد"، رافضًا اللجوء لتجارة عائلته حتى بشكل مؤقت، متقمصًا صورة عبدالوهاب (محمد رياض) في المسلسل الشهير “لن أعيش في جلباب أبي".
تلعب الصدفة لعبتها وتكون مؤشرًا لبداية حياة جديدة، فبرحلة مؤقته لمدينة دهب بجنوب سيناء 2015 قرر عادل أن يأتي برفقة أصدقائه هربًا من الضغط النفسي الذي عانى منه ووفاة أقرب أقاربه كاستراحة قصيرة، ليأتي مرة أخرى في العام التالي فأجواء المدينة الساحرة وطبيعتها الخلابة كانت الدواء الذي وجد فيه عادل راحته، هربًا من زخم وزحام العاصمة وبحثا عن سبيل جديد يضيف روح جديدة لحياته.
استمرت هذه المرحلة لشهرين ليصاب بالإحباط من جديد ليقرر أن يعود للعاصمة ويجهز أورافه بحثًا عن فرصة عمل خارج مصر :""مرحلة التذبذب دي كل شاب بيمر بيها، وأول ما بيلاقي فرصة لعدم السفر بيمسك فيها"، ليعود له الأمل مجددًا بمكالمة هاتفية لعرض فرصة عمل جديدة بالقطاع السياحي في المدينة الذهبية، ليتلقى إشارة من أحد المواقع الصحفية لقصة شاب متفوق انتقل لمدينة دهب لبيع القهوة ليتخذها رسالته، كما يحكي- في أن يبدل الطريق من خارج مصر إلى أرض سيناء الحبيبة: "أنا عايز أكون مالك ده حلم حياتي" طموح لا يتوقف يرفض بأن يكون تابع لوظيفة ما، وأن يكون صاحب لأحد الفنادق يديره بشغفه وطموحه ويساعد فيه من يريدون ان يبدأوا مسار جديد لحياتهم، ليكون عونا لشغف حلمهم: "الثروات لا تاتي إلا بعد الانتكاسات" وكطبيعة المجال السياحي الذي يتأثر بأي طارئ متغير ليس على مستوى التطورات المصرية وحسب، لكن بالتغييرات العالمية كما حدث جراء انتشار وباء كورونا المستجد".
رفض عادل النزول للعاصمة كما فعل كثيرون، متمسكًا بالأمل في أن هناك انفراجة بعد الانتكاسة فبحياتهم على أرض سيناء عايشوا مثل هذه الأحداث من قبل، لكن كان هذا الوقت المناسب ليجمع مدخراته ويرضي حلمه بأن يكون أحد ملاك مدينة دهب: "محدش بينجح إلا بعد شقا، ومن يظن أن السفر للخارج نجاة مخطئ، فمن أراد النجاح عليه أن يسلك طريقًا بديلاً ويكتشف الجديد فيه ليطبع بصمة اسمه عليه، وأن يكون غير تابع لطريق شائع، فهناك الكثير من البقاع على أرض مصر لو تم استثمارها والتوجه إليها سيكون النجاح له طعم خاص عن اللجوء للخارج".