عرض في الستينات.. «هارب من الأيام» أول عمل في تاريخ الدراما المصرية
يعد التلفزيون المصري واحدا من أقدم الشاشات في العالم، وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية، منذ إنشائه في ستينيات القرن الماضي، والدراما المصرية هي الأقدم في المنطقة العربية أيضًا، وقد جاء قرار تأسيس التلفزيون المصري في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وجاء أول بث للتلفزيون المصري في يوليو من العام 1960، وبعد عامين فقط على تأسيس التلفزيون المصري كانت مصر على موعد مع أول عمل درامي في تاريخ الدراما المصرية عام 1962 وهو مسلسل “هارب من الأيام”.
كانت فكرة إنتاج مسلسل مخصص للتلفزيون هي فكرة غريبة في ذلك الوقت واحتاجت لمناقشات كثيرة، فقد كان مفهوم إنتاج الأعمال الفنية هي المخصصة للسينما فقط، وبالفعل تم إنتاج المسلسل في عام 1962، من تأليف ثروت أباظة وسيناريو وحوار فيصل ندا ومن إخراج نور الدمرداش، وهي ذات الرواية التي أداها الفنان فريد شوقي كفيلم سينمائي لكنه رفض تمثيلها لشاشة التلفزيون خشية تأثيرها على مجده الفني في السينما في تلك الفترة، وأن تجربة التلفزيون هي تجربة جديدة.
ووافق الفنان الشاب في ذلك الوقت الراحل عبدالله غيث على بطولة المسلسل، وكان يعمل في المسرح القومي ولم يكن قد نال شهرة في السينما بعد، وشاركه في البطولة توفيق الدقن وحسين رياض ومديحة سالم.
وتعرض المسلسل لأزمة قبل عرضه وهي رفض العمل من قبل الرقابة تحت زعم انتقاد العمل الفني للسلطة في ذلك الوقت إلا أن المخرج نور الدمرداش قد سعى بقوة لخروج هذا العمل إلى النور، وهو ما حدث بالفعل وكانت شوارع القاهرة تخلو من المارة المتجمعين أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسل الذي كان سبب شهرة كبيرة بعد ذلك للراحل عبدالله غيث، أدت إلى قيامه بأدوار أخرى.
وقد تناول العمل قصة طبال فقير يعامله أهل القرية معاملة سيئة في وقت انتشرت فيه السرقات في القرية مما يثير الرعب في قلوب أهلها خاصة وأن الفاعل مجهول، ويظهر في النهاية أن الطبال وراء كل تلك السرقات.