تفاصيل مؤامرة الإخوان الكبرى
في شهادته.. «محمد مبروك» يكشف مخطط تقسيم مصر سياسيّا
في الحلقات السابقة من مسلسل “الاختيار 2” -رجال الظل-، ظهر المقدم محمد مبروك الذي استشهد على خلفية شهادته ضد المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان بالتخابر مع جهات ومنظمات أجنبية وإفشاء أسرار الأمن القومي والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخلية وخارجية بهدف الإعداد لعمليات إرهابية في الداخل.
وفي كتابه "حلف الشيطان الإخوان وتحالفاتهم"، والصادر عن دار رؤية للنشر، يكشف مؤلفه أحمد البكري عن أن التحقيقات التي أجرتها النيابة في قضية التخابر وما تضمنته تحريات الأجهزة الأمنية عن تورط رموز وقيادات جماعة الإخوان في التخابر لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، كشفت هول المستقبل الذي كان ينتظر البلاد إذا ما تم استكمال تنفيذ بنود ذلك المخطط.
وجاء في الشهادة وفق ما تضمنته تحقيقات النيابة ما يؤكد الدور الرئيسي والمهم لجهاز أمن الدولة في حماية الجبهة الداخلية من عبث أعداء الأمة ورصدها لمخططاتهم وذلك على النحو التالي:-
“قيام السفير الأمريكي بالقاهرة عام 2007 بعقد لقاء بمنزله حضره الإخواني محمد سعد الكتاتني وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي في ذلك الوقت ستاني هوهر، كما التقى الإخواني محمد سعد الكتاتني بالأمريكية إيمي كيشانو من القسم السياسي بالسفارة الأمريكية عام 2010 بمقر نواب الإخوان بشارع الإخشيد بالمنيل، تم خلاله بحث العلاقات الإخوانية الأمريكية، وأنها أصبحت علاقات متميزة وتنسيقية في جميع المواقف السياسية”.
كما أكدت التحريات قيام قيادات الإخوان عام 2008 بالتنسيق مع قيادات حماس وحزب الله لتشكيل بؤر تنظيمية إرهابية تعتنق فكر جماعة الإخوان وإخضاعهم لبرنامج عسكري لتنفيذ ما يكلفون به من مهام عدائية، وتسللهم عبر الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة لتلقي تدريبات عسكرية بمعرفة عناصر حركة حماس.
توجه الإخواني حازم محمد فاروق إلى العاصمة اللبنانية عام 2009 والتقى بالمكني “أبوهشام” مسئول اللجان بحركة حماس الفلسطينية، حيث أكد الفلسطيني خلال ذلك اللقاء أن الموقف السياسي المصري أصبح غير محتمل وضرورة تحرك جماعة الإخوان في مصر لإسقاط النظام باعتباره أصبح يمثل تهديدًا لبقاء الجماعة في مصر وروافدها في الخارج، وأن حركة حماس أصبحت على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم للجماعة حال اتخاذها قرارًا بقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة، وأن الشعب المصري سوف يخضع لذلك مثلما فعلت حركة حماس مع الشعب الفلسطيني عقب استيلائها على الحكم في قطاع غزة".
وتابع: “أن إقرار الفلسطيني المذكور بوجود تنسيق بين حركة حماس وحزب الله اللبناني في مجال التدريب العسكري وأن عناصر حركة حماس يتم تدريبهم في معسكرات حزب الله، وأن مكاتب الحركة في بيروت تدخل ضمن الدائرة الأمنية الأولى للحزب لضمان عدم تعرضها لعمليات عدائية، وأكد الإخواني حازم فاروق اتفاقه الكامل مع وجهة نظر الفلسطيني، وأن موضوع إسقاط النظام المصري أصبح مطروحًا بشدة لدى قيادات الجماعة، وأن الجماعة ستتحرك في مصر الآن لمحاولة إقناع باقي القوى والتيارات السياسية الموجودة بمصر لإسقاط النظام القائم، وتجدر الإشارة إلى ضبط خلية لعناصر حزب الله اللبناني عام 2009، موضوع القضية رقم 284/2009 حصر أمن دولة عليا، التي كانت مكلفة بإحداث حالة من الفوضى والبلبلة في الشارع المصري من خلال ارتكاب عمليات عدائية ضد المنشآت المهمة والحيوية بمصر”.
وجاء بالتحريات: “سفر الإخواني متولي صلاح الدين عبد المقصود والإخواني محمد سعد الكتاتني والإخواني حازم محمد فاروق والإخواني حسين محمد إبراهيم والإخواني محمد محمد البلتاجي والإخواني إبراهيم إبراهيم أبو عوف والإخواني أسامة سعد حسن جادو إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 2010 خلال الفترة من 15 إلى 17 يناير، حيث عقدوا لقاءً مع الفلسطيني محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس استفسر خلاله عن أوضاع الجماعة عقب تولي محمد بديع منصب المرشد وطبيعة شخصيته، إذْ أوضح له الوفد الإخواني أن التيار القطبي سيطر على مقاليد الأمور داخل الجماعة، وقيام الجماعة باستبعاد عناصر التيار الإصلاحي؛ لأنهم كانوا سوف يشكلون عائقًا نحو تنفيذ المخطط داخل مصر٬ كما استعلم الفلسطيني المذكور عن الأوضاع داخل مصر خلال الوقت الحالي ومستقبل النظام السياسي في ظل وجود ترديدات باحتمالية ترشيح اللواء عمر سليمان لتولي منصب رئيس الجمهورية ومدى قدرة الجماعة على زعزعة الاستقرار بمصر في حالة اتخاذ الجماعة قرارًا بالنزول إلى الشارع”.
واستطردت: “كما استعلم عن حجم وثقل وزير الدفاع حسين طنطاوي وإمكانية فتح قنوات اتصال مع بعض الباحثين بمركز الأهرام الاستراتيجي للتواصل معه، وأكد الفلسطيني خلال اللقاء اتجاه حركة حماس وحلفائها الإقليميين وعلى رأسهم إيران بتغيير النظام بمصر، كما التقى الوفد في وقت لاحق مع الفلسطيني أحمد الحيلة المسئول الإعلامي بالمكتب السياسي لحركة حماس، الذي طلب منه ضرورة التواصل بينهم وتبادل المعلومات في الفترة المقبلة لأهميتها، وضرورة إمداده بما ينشر عن حركة حماس بالصحف المصرية”.
وعُقد اجتماع خلال شهر نوفمبر عام 2010 بمدينة دمشق شارك فيه كلٌّ من علي أكبر ولايتي مستشار الإمام الخامنئي و"علي فيدوي" أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتم خلاله الاتفاق على تولي عناصر من الحرس الثوري الإيراني تدريب العناصر التي سوف يتم الدفع بها من قطاع غزة إلى مصر ورفع درجة الاستعداد في خلايا حركة حماس، وذلك وفق الاتفاق مع قيادات الإخوان وإسناد مهمة التخطيط لدخول العناصر التي سوف يتم الدفع بها لتنفيذ مهام داخل مصر ومساندة الإخوان إلى الفلسطيني أكرم العجوري عضو حركة حماس نظرًا لارتباطه بعلاقات متميزة مع بدو سيناء، وقيام الفلسطيني خالد مشعل بتسليم الإيراني علي فيدوي عدد 11 جواز سفر مصريًّا لتسليمها لعناصر حزب الله اللبناني أثناء دخولهم مصر.
وأكدت التحريات أن ذلك اللقاء تم بناء على توجيه الإخوان بمصر مع التنظيم الدولي للجماعة والتنسيق معها كما أكدت المعلومات والتحريات اتخاذ جماعة الإخوان داخل مصر بالتنسيق مع التنظيم الدولي الإخواني وحركة حماس وحزب الله اللبناني ودولة إيران بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على البدء في تنفيذ مخططهم الذي يهدف إلى إحداث حالة الفوضى في مصر عقب نجاح ذلك المخطط بدولة تونس؛ وذلك بهدف هدم النظم الإقليمية في المنطقة العربية وإذابتها في أنظمة جديدة تحت اسم الشرق الأوسط بدلًا من النظام الإقليمي العربي وإقامة ترتيبات أقل إحكامًا من الناحية التنظيمية وأكثر غموضًا في العقيدة السياسية من النظم القائمة سابقًا وتقسيم مصر على أساس ديني بين المسلمين والمسيحيين وتقسيمها سياسيًّا بين إسلامي وليبرالي، وجعل الإخوان القاسم المشترك والأعظم في تلك الترتيبات الإقليمية لتتحكم الولايات المتحدة الأمريكية في قرار الجماعة وقيامها بتنفيذ ذلك المخطط عقب ذلك من خلال إثارة القلاقل التي ظهرت عقب ذلك بدول اليمن وسوريا والمغرب والأردن وصولاً إلى دول الخليج العربي في النهاية وقد قاموا في سبيل تنفيذ ذلك المخطط في مصر بإعداد خطة تم اطلاع الدول التي سبق الإشارة إليها على أجزاء منها, والتي اعتمدت في أهم أركانها على إشاعة الفوضى في مصر وهدم مؤسسات الدولة لتنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة٬ وقد تم تكليف عناصر التنظيم بمهام تلك الخطة.
وتتكون عناصر ذلك المخطط الذي أكدته التحريات والمعلومات والأدلة من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وجماعة الإخوان والتنظيم الدولي الإخواني من جانب وقيام جماعة الإخوان من جانب آخر بالاستعانة بحركة حماس التي تعد الذراع العسكرية للجماعة ودولة إيران وحزب الله اللبناني، وذلك بهدف هدم الدولة المصرية ومؤسساتها وإثارة الفتن داخل مصر٬ وذلك حتى تكون جماعة الإخوان هي القائم على وضع الترتيبات الإقليمية في المنطقة بصفة عامة ومصر بصفة خاصة٬ وذلك يهدف إلى جعل الدولة المصرية دولة رخوة يسهل تحقيق أهداف كل دولة وجماعة اشتركت في ذلك المخطط، حيث تهدف تلك الدول والمنظمات مجتمعة إلى تحقيق هدف واحد وهو إسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها.
ويمكننا هنا أن نؤكد على حقيقة مهمَّة وهي "رغم ما يتم تصديره إلى شعوب المنطقة من خلاف بين إيران وأمريكا يدفع بحكومات المنطقة إلى التحالف مع أمريكا ضد إيران ليس إلا وسيلة لخداع حكومات وشعوب المنطقة التي لا تجيد القراءة أو التحليل لما يدور حولها من أحداث، وأنها شغلت أجهزة معلوماتها بمشاكلها الداخلية وأغرقتها فيها؛ فعجزت عن متابعة المؤامرات التي تدبر للمنطقة من الخارج ووضع الخطط لإجهاض تلك المؤامرات وتفادي آثارها السلبية".