«سقوط الفيفا» كتاب يكشف أسرار الفيفا وسط الصراع حول السوبر الأوروبي
في ظل الصراع حول إقامة دوري السوبر الأوروبي الذي أعلن عنه 12 ناديًا أوروبيًا بالمشاركة فيه، ومع التهديدات التي تلوح في الأفق من قبل رئيس الفيفا ومن قبل رئيس ريال مدريد والسوبر الأوروبي بإقامة بطولة موازية لدوري أبطال أوروبا ومن ثم منظمة موازية لإدارة كرة القدم، تصدر العربي للنشر والتوزيع قريبًا كتاب "سقوط الفيفا" للكاتب الصحفي الإنجليزي ديفيد كون وترجمة محمد عثمان خليفة.
ويعد هذا الكتاب من أكثر الكتب التي تفضح كواليس وأسرار منظومة الفيفا بدءًا من تأسيسها وحتى آخر وقائعها بإسناد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 لدولة قطر، والذي يرسم الفساد المستشري في هيئة إدارة كرة القدم العالمية على مدار تاريخ الفيفا وتحت ستار غرضها المعلن بأن تكون قوة من أجل اللعب النظيف في العالم.
ينقسم الكتاب إلى 20 فصلًا يسرد فيها ديفيد كون تجاربه الأولى في عالم كرة القدم في كأس العالم 1990 عندما كان لا يزال طفلًا ثم يبدأ تدريجيًا انتقاده للفيفا لتحويلها لرياضة كرة القدم من لعبة شعبية للجميع إلى وسيلة رأسمالية بحتة للتربح بشكل أساسي.
كما ينتقد بعضًا ممن ترأس المنظومة وبخبرتهم الضئيلة في مجال كرة القدم هذا بالإضافة إلى التلاعب الكبير في انتخابات رئاسة الفيفا منذ السبعينيات، وسيطرة الشركات الراعية والدول الأوروبية على المنظومة.
وبعدها يسرد لنا الكاتب كيف ساهمت الفيفا في ارتفاع القيمة المالية لحقوق البث التليفزيوني وأصبحت منظمة مالية من الدرجة الأولى مع عصر العولمة. هذا بالإضافة إلى تسليط الضوء على الصفقات المشبوهة داخل الفيفا والجرائم المالية التي أثارها أعضاؤها. وفي النهاية يخصص الكاتب جزءًا مهمًا من الكتاب عن تدخل قطر غير المشروع للحصول على تنظيم كأس العالم 2022 وأسرار هذه الصفقة وما حدث بها من تلاعب وتزوير وارتشاء، مع حديث مع الرئيس السابق للفيفا جوزيف بلاتر يوضح الكثير مما لا نعرفه عن كواليس وأسرار الفيفا.
ومن أجواء الكتاب:
"أتذكر الآن أن الصيف الذي التقيت فيه "تشاك بليزر" في فندق قصر الإمارات في أبو ظبي كان أوج أوقات المجد بالنسبة له، قبل السقوط، وأنه كان كذلك بالنسبة للعديد من الرجال الذين كانوا أباطرة صناعة كرة القدم لعقود، وبالنسبة لـ"سيب بلاتر" نفسه. كانوا يجنون ثروات لأنفسهم، وكانوا على دول بأكملها أن تتملقهم، وكان لديهم كأس العالم في جنوب أفريقيا في عام 2010، والذي سيتم الاحتفال به لإعادة تشكيل صورة إفريقيا ذاتها ولأنها تكريم مناسب لإنسانية "نيلسون مانديلا" وبطولاته. وكانت قصة صعود "بلاتر" منذ طفولته التي قضاها في منطقة "فاليه" في سويسرا في جبال الألب لا تزال طاغية، حتى قيل إنه يوشك أن ينال جائزة نوبل للسلام.
ولم تكن اللجنة التنفيذية للفيفا قد أذهلت العالم بأغلبية أصوات لصالح روسيا وقطر، ولم يكن "محمد بن همام" قد تحدى "بلاتر" بعد على رئاسة الفيفا في عام 2011، ولم يكن انقلابهم على بعضهم بعضًا قد حدث بعد. ولم يكن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد قرر بعد أن الفيفا نفسه، الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية، منظمة إجرامية للابتزاز، ومن ثم بدأ التحقيق. ولم يكن "تشاك بليزر" يوم التقيته يحمل سرًا جهاز تسجيل، كما فعل في الفنادق الفاخرة وهو بصحبة كبار الشخصيات خلال دورة الألعاب الأولمبية 2012، ربما لأنه كان يعاني من السمنة المفرطة التي تجعل استخدام أي سلك شبه مستحيل. كان لا يزال بارونًا، غير مبالٍ بأي هموم حينذاك، وحرًا في أن يتجول بمرح على الاسكوتر في قصر خليجي من فئة سبعة نجوم. لقد فُتح كل باب أمامه، وتحققت له كل رغباته، وهو يحكي للعالم بكل بهجة أنه من قدم له الوجه المبتسم".
جدير بالذكر أن ديفيد كون صحفي في الجارديان. ولد في عام 1965 ودرس الأدب الإنجليزي والسياسة في جامعة يورك. وله أربعة كتب، "تجارة كرة القدم، اللعب النظيف في التسعينيات" (1998)، و"اللعبة الجميلة؟ البحث عن روح كرة القدم" (2005) و"أغنياء من الرب: مانشستر سيتي، كرة القدم الحديثة والنمو" (2012). وتركز هذه الكتب الثلاثة على تأثير المال على كرة القدم الإنجليزية الحديثة. بالإضافة إلى كتابه الرابع هذا "سقوط الفيفا". في عام 2012، تم اختيار كون من بين أكثر 10 كتاب رياضيين نفوذًا في بريطانيا من قبل الجريدة التجارية UK Press Gazette. وهو من مشجعي نادي مانشستر سيتي.