سياسي سوري يكشف تحديات إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الأوضاع الحالية
قال سلمان شبيب رئيس حزب سوريا أولا، أن إعلان مجلس الشعب السوري، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وتحديد موعدها يأتي في إطار تأكيدات النظام السوري، بأن الانتخابات ستجري في موعدها الدستوري، أي بالتوقيت الذي يحدده الدستور الحالي الذي أقر عام ٢٠١٢.
وأشار شبيب في تصريحات لـ«الدستور» إلى أنه منذ بداية الأزمة السورية التي فرضت حصار على العاصمة دمشق، وخروج أكثر من 80% من الجغرافية السورية عن سيطرة الدولة، غير أن السلطة السياسية القائمة حرصت على إجراء جميع الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، موضحًا أن ذلك ينطلق من التمسك بكون الانتخابات شأن سيادي في سوريا.
واعتبر السياسي السوري، أن الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات السورية، بهدف إلى توجيه رسالة مفادها أن الأمور لازالت تحت السيطرة وأن الدولة بمؤسساتها موجودة وتقوم بعملها، مردفاً: «لأن سوريا تدرك أن هناك دولا وقوى تتصيد أي موقف ضعف تظهره خلال الأزمة، لوصمها بصفة الدولة الفاشلة وبالتالي فإن دعوة مجلس الشعب لإجراء الانتخابات طبيعية ومتوقعة رغم بعض التخمينات والأراء التي كانت تضع إمكانية لتأجيلها من خلال التمديد للرئيس الحالي لفترة سنتين».
ونوه «شبيب» إلى أنه كان من الأفضل إجراء الانتخابات بظروف سياسية واقتصادية وأمنية أفضل، قائلاً: «فلا يخفى على أحد الظروف السياسية التي تجمع الأطراف الفاعلة كلها على أنه المخرج الوحيد للأزمة السورية وعدم تحقيق أي نتيجة في عمل اللجنة الدستورية رغم مرور وقت طويل على بداية عملها، وغياب التفاهمات الإقليمية والدولية خاصة بين روسيا وأمريكا، التي لا يمكن تصور تحقيق تقدم حقيقي وجوهري في المسار السياسي بدونها والتصريحات الدولية وخاصة الروسية تشير الى حجم المخاطر التي تواجهها سوريا في ظل غياب الحل والمراوحة والتعثر في الجهود التي تبذل للوصول إليه".
فيما لفت إلى الوضع الاقتصادي السوري الذي يمر بأصعب حالاته، ولاسيما أن الحصار والعقوبات تفتك بالشعب السوري ، على حسب ما جاء، مضيفاً: «الأرقام التي تقدمها المنظمات الدولية عن نسبة السوريين الذين يفتقدون إلى الأمن الغذائي ويحتاجون للمساعدة مخيفة فعلاً وتقدرها بأكثر من 80% من الشعب السوري وهي في زيادة مستمرة».
واعتبر السياسي السوري أن من بين الأوضاع السيئة التي تجرى في ظلها الانتخابات، فشل جميع الجهود المبذولة لعودة المهجرين السوريين في تحقيق نتائج فعلية، وقال شبيب: «بل العكس تماما مايحدث هناك نزيف وهجرة متواصلة من الشباب السوري للخارج هذا بالإضافة إلى الوضع الأمني والعسكري، حيث يظهر نشاط متجدد لداعش في البادية السورية، وهناك توتر في الجنوب ولاتزال سوريا تعاني من احتلالات متعددة لأرضها ـ وأخطرها بالتاكيد الاحتلال التركي لمناطق واسعة من الأرض السورية وتهديده الدائم باحتلال مزيد منها ورعايته للمجموعات الإرهابية خاصة جبهة النصرة التي تسيطر على محافظة أدلب وأقسام من محافظات آخرى».