"دعوة أقاربه على الإفطار" عادات الرئيس "السادات" في رمضان
عرف الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بطقوس معينة خلال شهر رمضان، وأهمها كان دعوة أقاربه الفقراء على مائدة الإفطار، وكان من غير المسموح تواجد أي أحد من الصحافة والإعلام غير موظفي ماسبيرو.
السادات كان يحرص على أن يطلب بنفسه من الخدم والطباخين إعداد وجبات وأطعمة شهية، وعند دق الساعة التي صنعت خصيصى له في سويسرا مع موعد الإفطار، كان يتقدم المائدة ويتحدث معهم وبعد ذلك كان يتجه إلى الصلاة معهم.
ورغم حرصه الشديد على إفطار الخدام والحراس، إلا أن السادات كان يرفض تناول الطعام في أطباق عادية فكانت له أطباق خاصة مصنوعة من الكريستال لونها أزرق ومنقوشة بماء الذهب، وأما وجبته المفضلة في الفطار فكانت الباذنجان المشوي والأرز واللحم الضاني، ومن الفاكهة البطيخ والشمام، ومن المشروبات اللبن بالمكسرات.
بعد الانتهاء من الإفطار، كان يركض ساعة إلا ربع، ثم يدخل غرفته الخاصة ويقرأ القرآن بصوت عال ويسجله على شرائط كاسيت، كما كان لقريته أيضًا نصيب من الشهر حيث كان يذهب للإفطار وسط أهالي ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية، ويقضي نهاره في تلاوة القرآن منفردًا وليله في دار الشهيد عاطف لأداء صلاة التراويح، وذلك وفقًا لحوار صحفي أجراه الأمريكي مارك ويليام بلاي.
اعترافات جيهان
وقت خطبتهما كان الرئيس محمد أنور السادات لا يملك أي نقود وكان وقتها يعمل في دار الهلال، ويرسل جزءًا من راتبه إلى أسرته الأولى والباقي لمصاريف الشخصية، ولم تكن والدة جيهان تعرف مدة فقر السادات حسب صحيفة الأحرار 1988.
قالت جيهان: "لم يكن في استطاعة أنور أن يواجه تقاليد الزواج، وكانت قيمة الصداق المدونة 150 جنيهًا، وحتى هذا الصداق المتواضع لم يكن في قدرة أنور أن يدفعه وكنت أداعبه وأقول له في احتجاج وغضب مصطنع لقد أخذتني بلا ثمن".
عثرت جيهان والرئيس الأسبق السادات على شقة تبعد عن بيت والدتها دقيقتين، بجزيرة الروضة.
وتحكي جيهان أنها عندما ذهبت للمصور لالتقاط تذكار الزواج، كانت عصبية للغاية لأن السادات كان يرتدي البذلة العسكرية، قالت: "كانت نكات المصور هي التي ألهمتني عن مخاوفي من احتمال اعتقال أنور".
أقيم حفل الزفاف في بيت عمة جيهان، كانت ثلاثة خيول ترقص على أنغام الناي، والزهور تزين الخيول في أعرافها وذيولها، واستمرت الاحتفالات حتى الفجر، وقالت جيهان: "كنت أنا وأنور نجلس على عرش الزواج وهو مزدان بالزهور، وبدأنا نأكل من البوفيه الذي احتوى على أطباق كبيرة من اللحوم والسلطة والحلوى، وشربنا الشرابات وكنت أعرف أننا لن نقضي الليلة في بيتنا فقد كانت شقتنا في عمارة جديدة لم تنته بعد، ففي ليلة زفافنا سيعود أنور إلى حجرته الصغيرة في البنسيون الذي ينزل فيه وسأعود أنا إلى منزل أسرتي".
وحكت جيهان عن البداية الأولى في زواجهم، قائلة:"كنا مفلسين وخلال الأشهر السبعة التالية كنت أوفر كل قرش في الميزانية حتى ندفع الإيجار، وكان عبارة عن 12 جنيهًا، وجنيهان لفَاتورتي الكهرباء والمياه ولم يتبق لنا أي نقود للذهاب إلى المطاعم أو شراء الفاكهة، وشعرت بالجوع لأول مرة في حياتي، وكنت أنا وأنور نسلي أنفسنا بالسير على مسافات طويلة كل ليلة على شاطئ النيل، ونأكل "سبيطة" بالـ"دقة" بقرش واحد.