«مدفع الحاجة فاطمة».. حكاية تطور مدفع رمضان عبر التاريخ
ثلاث روايات في كتب التاريخ تحكي قصة بداية مدفع رمضان، ترجع الرواية الأولى إلى عهد خوش قدم الوالي المملوكي الذي تلقى هديةً من ألمانيا سنة 1465 م الموافق سنة 869 هـ ، وكانت عبارة عن مدفع، ومع غروب شمس يوم 1 رمضان سنة 869 هـ، سمع المصريون دوي طلقة المدفع فظنوا أن هذا إيذانا لهم بالإفطار، فاستحسنوا هذا التقليد الجديد، حسب الباحث التاريخي وسيم عفيفي.
أما الرواية الثانية فهي تشبه نوعا ما الرواية الأولى لكنها تنتسب إلى عصر الوالي محمد علي، لكن أشهر تلك الروايات هي الرواية الثالثة والتي دارت أحداثها في عصر الخديوي إسماعيل حيث أن جنود الخديوي كانوا يقومون بتنظيف المدافع الحربية الموجودة في القلعة، فانطلقت بالخطأ قذيفة من المدفع وقت غروب الشمس في رمضان فاعتقد الشعب أن هذا تقليدا حكوميا جديداً واستحسنوه.
أعجبت نجلة الخديوي إسماعيل “فاطمة” بهذا الموضوع ، فأعجبتها الفكرة و أصدرت أوامرها بأن يكون في مصر طلقتين يومياً في رمضان من المدفع الأولى وقت الإفطار والثانية لحظة الإمساك، ومنذ ذلك الوقت ارتبط المدفع بنجلة الخديوي إسماعيل فسُمِّي بـ “مدفع الحاجة فاطمة”.
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هي مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١ عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لإطلاق القذيفة.
وحتى رمضان الماضي كان يطلق المدفع من فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من القلعة ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات، ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
وكانت القاهرة تحتوي على ستة مدافع حتى وقت قريب موزعة على أربعة مواقع اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة وآخر في حلوان، تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها.