سعاد سليمان تناقش روايتها «هبات ساخنة» بصالون سالمينا الثقافى
في أمسية جديدة من أمسياته٬ ينظم صالون سالمينا الثقافي٬ في السابعة والنصف من مساء السبت الموافق 24 أبريل الجاري٬ لقاء لمناقشة وتوقيع أحدث إبداعات الكاتبة سعاد سليمان٬ رواية "هبات ساخنة" والصادرة حديثا عن دار روافد للنشر والتوزيع.
وعن رواية "هبات ساخنة" يقول الكاتب محمد السني: "قليلة هي المرات التي التهم فيها كتابًا أو رواية أو ديوان شعر في "نفس واحد"، إذ اتعمد دائمًا أخذ راحة اختيارية لالتقاط الأنفاس قبل الشعور بأي ملل أو تيه. وإذا حدث ذلك فإنني أمام عمل استثنائي أفقدني الإحساس بنفسي وبالوقت. هكذا كانت رواية المبدعة سعاد سليمان.
"هبات ساخنة"، رواية من الأدب الرفيع، منغمسة في الواقع بكل تفصيلاته، محلية حتى النخاع وعالمية لدرجة المقارعة مع أرقى الإبداعات العالمية بسبب الطابع الإنساني العام لشخوصها والمضمون الفكري الكوني الضمني لقضاياها التي تلمسها من خلال شخوص الرواية.. رواية النفس الواحد - إن جاز التعبير - "هبات ساخنة"، جمعت الوطن الكبير في أضغر وحدات التجمع البشري (شقة البنات)، الملحقة بالشقة الرئيسية (شقة الأم)، في هذا الحيز المكاني بمحيطة الحاضن الدافئ قدم لنا كل زوايا الشوف للوطن وللثورة المصرية (25 - 30)، وتطور الأجيال، والتشابك المبدع بين الجنسين رغم الصراع الذي أصبح ثانويا بجانب النظرة الإنسانية، البيئات الاجتماعية الصعيدية والفلاحية والقاهرية، البيئات الجغرافية، اختلاف الثقافات ولحظات انصهارها (سلطانه واسحاق داوود) وتطوره لحد التلاقح الثقافي (طفلاهما شمس ونور)، معاني الحب المتعددة بتعدد البشر رغم وجو عناصر عامة ولكن الخصوصية تتغلب على كل نموذج بشكل مبهر، تصاعد درجات الحب من الخاص للعام، مشهد التخلص من المبالغات أو الأوهام التي تحوم حول الحب عندما تنشأ قضية جامعة أو تولد لحظات أعظم منها مثل مولد وطن جديد من رحم الثورة كأعظم انجاز بشري على الإطلاق، أو حتى الحلم به.وتطرح سعاد سليمان في روايتها "هبات ساخنة" قضية ذوبان الذوات الفردية في الذات الجامعة (الثورة المصرية) بشكل مبهر.
تلمس سعاد سليمان دور الفجوة الحضارية في نكبة الثورة، وهي الفجوة التي تغافل عنها الكثير عند تناولهم للثورة المصرية في أعمالهم الأدبية والفكرية وذلك من خلال أزمة البطلة سلمى مع آدم والتركيز على هذا العنصر في أزمتها المتواصلة والتي لا تحسم حتمية استمرارها.
ولا تنسى سعاد سليمان أن الحياة أكبر من كل الأحداث فرغم عظمة الثورة ورغم قدرتها الجبارة على صهر البشر، إلا أن الحياة لا تتوقف وها هم الصديقات يتجمعن على معنى النقاء والإخلاص والوفاء والتجرد مجتمعة في شخص مكاوي سعيد الروائي الإنسان، وها هم يلتفون حولة بأمان واطمئنان وإجماع على قيمه الإنسانية.
ولا تتوقف الحياة بمحطاتها الفاصلة عند سعاد سليمان فتختتم روايتها الاستثنائية "هبات ساخنة" بما يؤكد أن الثورة تراكمية ومستمرة بطبيعتها، ومتجددة في القضايا والأسلوب ولها طابعها الإنساني رغم محليتها وهذا ما عبرت عنه في مشهد صغير عبقري بنهاية الرواية تمثل في الانصهار بين سملى وأمها وبين طفليهما بالتبني الضمني العرفي بما يوحي بوحدة الإنسانية في في نهاية المطاف. أبدعت سعاد في اختيار الأسماء كما أبدعت في اختيار الشخوص، وقدمت كل هذا الزخم والتدفق في المشاعر بأسلوب شيق ورشيق ولغة سلسة وبسيطة ودافئة وجميلة وراقية، وغطاء عاطفي جريء وكاشف إلى حد التعري ولكن بالدرجة التي توفي بهضم المعاني والأفكار والصور الفنية بطريقة فنية راقية وأدوات كتابية عبقرية.