رقميا.. وضمت مداخلات علمية في موضوعات متنوعة
«القادرية البودشيشية» ومؤسسة الملتقى تنظمان الليلة الرقمية 49 من ليالي الوصال
تواصلت فعاليات ليالي الوصال الصوفية التي تنظمها مؤسسة الملتقى والمشيخة الطريقة البودشيشية ومؤسسة الملتقى، والتي أوضحت في بيان لها إنه ارتباطا بفعاليات ليالي الوصال "ذكر وفكر في زمن كورونا"، أعلنت مؤسسة الملتقى التي يرأسها الدكتور منير القادري، ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية عن تنظيم الليلة الرقمية التاسعة والأربعين، مساء أمس السبت 17 ابريل الجاري، وذلك بشراكة مع مؤسسة الجمال، و تم بث فعالياتها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.
- مشاركة واسعة من العلماء والباحثين والمثقفين
وشهدت هذه الليلة الرقمية مشاركة مجموعة من العلماء والباحثين والمثقفين، بمداخلات علمية ذات موضوعات متنوعة، وعرض أشرطة توعوية وتثقيفية، مع شهادات حية لمريدي الطريقة من جنسيات مختلفة، كما ينتظر مشاركة مجموعة من المنشدين والمادحين من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب فقرات أخرى متنوعة، كما تم بث حصة من الذكر مباشرة من الزاوية الأم بمذاغ، الكائنة بنواحي إقليم بركان بالجهة الشرقية بالمملكة المغربية.
جدير بالذكر، أن الطريقة القادرية البودشيشية تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري. أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب "سيدي علي بودشيش" لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة طعام الدشيشة في زاويته.
- تاريخ وشيوخ الطريقة
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وقد تابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس، ثم ابنه سيدي حمزة، و سيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين، وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا.
و قبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارثه، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة.
وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس، إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته وبعد وفاة سيدي العباس سنة 197، أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.