بدأتها في ورشة خالي
أشهر صانع فوانيس بالغربية يحكي لـ«الدستور» رحلته مع مهنة «الفن والمزاج»
«توفي والدي وأنا على مشارف المرحلة الثانوية، ولأنني أكبر إخوتي كان عليّ أن أتحمّل المسؤولية مع والدتي فتوجهت إلى العمل صبياً في ورشة خالي لتصنيع الأثاث ولعشقي للرسم منذ الصغر تميّزت في النقش على الخشب وأصبح الأزميل صديقي الذي أتحدث إليه ويتحدّث إليّ وأصبحت محط اهتمام وأحيانًا إعجاب خالي صاحب الورشة ليتم تصنيفي ضمن العمالة الماهرة وأنا ما زلت في المرحلة الثانوية».
بهذه الكلمات بدأ إسلام قابيل (45 عاماً) الذي يعد من أشهر صانعي فوانيس رمضان الخشبية في الغربية حديثه مع «الدستور».
المهنة «فن ومزاج وإبداع»
يقول «قابيل»: إنَّ العمل لم يعيقه عن استكمال تعليمه فهو حاصل على ليسانس حقوق من جامعة طنطا، لكنه احترف العمل اليدوي في هذه المهنة وأصبح صاحب إحدى الورش الكبيرة.
أصبحت المهنة ليست مجرد مصدر رزق فقط لكنها «فن ومزاج وإبداع» لا يستطيع أن يمر عليه يوم دون أن يعمل بهذا العمل اليدوي، الذي يسميه «فن دق الخشب»، حتى أنه أثناء مرضه استعان بالأجهزة الحديثة ليرسم «القويمة» على الأخشاب باستخدام الكمبيوتر على ألا يترك العمل أبداً.
ويضيف: «بدأت العمل لتقديم المساعدة لأسرتي والمساعدة في زواج أختي وتوفير مصاريفي خلال مرحلة الجامعة، وكان لخالي عليه رحمة الله الفضل بعد الله أن أتعلّم هذه المهنة، وأنا من هواة الرسم والتلوين منذ الطفولة وبتوفيق الله امتزجت الموهبة بحب الفن لأصبح أحد أمهر العاملين بهذه المهنة، وكنت أنتظر الحصول على 5 جنيهات من صاحب الورشة وهو خالي، كي أستطيع أن أذهب إلى مقر الكلية بطنطا وبفضل الله استطعت أن أُوفق بين العمل والدراسة».
نجتهد لصناعة أشكال جديدة في كل موسم رمضاني
ويتابع: «ظل العمل اليدوي هو كل حياتي وما أملك وأرفض التخلي عنه ولكن عندما هاجمني المرض منذ حوالي ثلاث أعوام وحدث شبه شلل تام في قدمي وأقعدني نهائياً، استعنت بالوسائل الحديثة لأن الأطباء وقتها أكدوا لي أن فرص الشفاء كانت ضعيفة، وبفضل الله ثم موهبتي وتعليمي استعنت بالوسائل الحديثة وأصبحت بعد الشفاء بفضل الله أمتلك الأعمال اليدوية والآلات وتميزت بالجانبين الأويمة اليدوي والـCNC، وأطوع كليهما في خدمة المهنة، وأصبح أخي الأصغر أمير قابيل، هو شريكي وذراعي اليمنى ومن وقف في محنتي خلال مرضي».
ويشير إلى أن «صناعة الفوانيس الخشبية موجودة منذ زمن بعيد، إلا أنني بدأتها عندما كنت أعمل في ورشة خالي قبل 30 عاماً، البداية كانت فكرة كهدية للمقربين لتنتشر الفوانيس التي تُصنع بيدي كل رمضان في المحافظة والمحافظات المجاورة لأصبح أحد أشهر مصممي الفوانيس وكل عام نجتهد لنُخرج أشكالاً وأحجاماً جديدة مصرية المنشأ والصناعة ولا يمكن لأحد تقليدها».
ويختتم إسلام قابيل فنان الرسم والنحت على الخشب حديثه مع «الدستور» بالإعلان عن تبرعه بصناعة أي ديكورات لأي مسجد بالمجان «ندر عليّا منذ مرضي وآن الآوان أن أوفى به».