«المرأة والساطور».. جرائم ارتكبت ضد السيدات
على مدار الفترة السابقة وقعت عدد من الحوادث البشعة المتتالية كان العامل المشترك بينها هو استخدام الساطور كأداة لتنفيذ الجريمة، ليصل في هذه الحوادث العنف إلى أقصى درجاته، وكان آخر هذه الحوادث مصرع أم وابنها على يد أحد سائقي التوكتوك ببني مزار.
في السطور القادمة نستعرض تلك الجرائم التي وقعت على فترات متقاربة، وكان توقيع الدم بها كتب بسّن "الساطور".
ففي محافظة مرسى مطروح منذ عد أيام وقع حادثًا مروعًا وفي وقت الظهيرة، عندما دافعت إحدى الطالبات بمدينة الحمام عن شرفها من الاغتصاب، بعدما حاول أحد الشباب التحرش بها إذ كان بيد يحاول وضعها على جسدها، وباليد الأخرى يمسك بالساطور مهددًا إياها به إلا أنها لم تخضع لتهديده، ودافعت عن نفسها وشرفها وضربت الشاب بمرفقها، فما كان منه إلا أن ضربها في رأسها وعلى معصم يدها بالساطور لتقع جثة هامدة.
وفي الواقعة الأغرب تلك الحادثة التي شهدتها محافظة قنا منذ عدة أيام، والتي فيها كانت الضحية سيدة سميت إعلاميًا بسيدة الساطور، والتي أصيبت بإصابات بالغة على يد ضرتها، التي قامت بضربها بالساطور عدة مرات، حتى استقر في مقدمة رأسها، ولم يشفع لها حملها في شهرها السادس، أمام "ضرتها"، الزوجة الأولى لوجود خلافات كثيرة بينهما، فعندما وجدت الضرة الساطور أمامها، ضربتها به فقطعت 3 من أصابعها، ثم رشقت الساطور في مقدمة رأس ضرتها وتركته معلقًا، للانتقام منها، لأن زوجهما يفضلها عليها دائمًا، وكانت المفاجأة في نجاح الأطباء في استخراج هذا السطور من رأس الضحية، وأن يكتب لهذه الزوجة البقاء على قيد الحياة على الرغم من حدة وبشاعة الضربة التي وجهت لها، وكذلك حدة الأداة التي استخدمت في ذلك، وأيضًا صعوبة وحساسية الموضع الذي تم فيه رشق هذا "الساطور".
محمود أمين المحامي بالاستئناف ومجلس الدولة أكد للدستور أن آداة الساطور تعد من الأدوات التي تهدف إلى إرهاب العامة، فمجرد مظهرها يعد أمرًا مخيفًا، ولفت إلى أن المشرع الجنائي شدد العقوبة في أداة القتل «الساطور» لأنها قاتلة بذاتها، وغير مسموح بحملها بالطرق العامة أو في ارتكاب أي فعل.
وأوضح أن استخدامه حاليًا يمثل شكلًا من أشكال التفاخر بالجريمة، كما يدعو بشكل غير مباشر إلى تقليد العامة لهذا السلوك المشين، وحمل تلك الأسلحة المخيفة فهي ترهب من يراها، ومن يحملها يشرع في قتل من يواجهه، وهي جريمة في حد ذاتها
وأضاف أن غالبًا من يحمل الساطور فهو شخص لا يخشى العقاب، وأشار إلى أنه في ذلك لا يوجد فرق بينه وبين الفرد الإرهابي الذي يقتل العامة على دون وجه حق، فهو يستخدم مثل هذا الإرهابي أبشع أدوات القتل التي لا يستطيع حملها والتوجه بها ضد إنسان إلا غليظي القلب ومعدومي الضمير.
وعطفًا على حديث المحامي محمود أمين أكدت الدكتورة ياسمين محمود أستاذ علم النفس "للدستور" أن حاملي الساطور بالفعل هم أشخاصًا يعانون من عقد التربية العنيفة والإجرامية في ذات الوقت موضحة أن الشخص الذي يتعامل بهذه الأداة مع البشر لتهديدهم وإلحاق الأذى بهم، فهو كذلك يفتقر إلى الواعز الديني، وهنا حذرت ياسمين الآباء والآمهات من السلوك الغير قويم في تربية أبنائهم والاتجاه نحو العنف والقسوة، مؤكدة أنه لاينتج عنهم سوى أجيال تبتكر للعنف ألف آداة وليس الساطور فقط.