السقوط الأخير.. محللون يكشفون لماذا طرح حفيد البنا ألبوم غنائي الآن؟
لا تزال أصداء الأغنية التي أصدرها الأكاديمي طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، تدوي في أروقة مؤسسات الإعلام الغربي وعلم النفس، حيث أكد المحللون أن الإخواني طارق رمضان المثير للجدل يسعى لتلميع صورته مجددا بعد أن تم كشف جرائمه المتمثلة في الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
-لوفيجارو: طارق رمضان يحاول تلميع سمعته بعد تضررها وفقده لتأثيره على الرأي العام الدولي
قالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية إن الداعية الإسلامي المتهم باغتصاب 5 نساء في فرنسا وسويسرا، يحاول تصدير شكل جديد له عن طريق الغناء، إذ أعلن أنه سيصدر ألبومه الأول "Traversées" في 29 مايو المقبل بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، مضيفة أنه أطلق أول أغنية على قناته في موقع يوتيوب والتي تضم 100 ألف مشترك، وهي تبدو أغنية مناهضة للاستعمار ولكنها تحمل تهديدات مستترة.
وأكدت الصحيفة أن رمضان يتلاعب بألفاظ متناقضة في الأغنية، مضيفة أنه فعل ذلك في كتابه "واجب الحقيقة" عندما هاجم الغرب فيه في باب بعنوان "سجين سياسي"، والذي ذكر فيه شخصيات غربية أخرى متهمة بالاغتصاب، لكنه هو الوحيد الذي قضى فترة في السجن كونه عربي مسلم، وصدر دور الضحية واستخدم الاسلاموفوبيا لمصلحته، وهو الأمر الذي يخيف المثقفين في أوروبا وهو أن يصفهم احد بالعنصريين سواء عنصرية عرقية أو دينية.
-محللون: الألبوم جزء من هجوم إعلامي جديد يهدف إلى التغطية على دعاوى الاغتصاب ضده
وأشارت الصحيفة إلى أن حفيد البنا يمقت بشدة من المجتمع الفرنسي والغربي، شأنه شأن عناصر جماعة الإخوان، ونقلت الصحيفة تصريحات الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي من أصل جزائري ومدير النشر في منصة Islamoscope.tv، محمد سيفاوي، التي قال فيها إن استراتيجية طارق رمضان الآن هي استعادة شعبيته أمام الأشخاص من أصول مهاجرة وخاصة بعد فضح جرائمه الجنسية على يد أول امرأة رفعت دعوى رسمية ضده واتهمته بالاغتصاب والتحرش الجنسي وهي هند عياري الفرنسية من اصل تونسي.
ويرى سيفاوي أن الألبوم الغنائي واطلاق أغنية منه الأسبوع الماضي جزء من هجوم إعلامي جديد يهدف إلى تغطية تطورات الإجراءات القانونية ضد طارق رمضان من خلال مقاطع الفيديو لتلميع نفسه، ويرى الكاتب محمد سيفاوي، أيضًا أن رمضان يقوم بالتسويق مجددا لاسمه، إلا أنه سيكون من الصعب جدًا عليه العودة إلى الوراء، لقد لفظه الآن كل من كانوا أتباعه بالأمس.
-خبراء نفسيون: حفيد البنا يتملص من فضائحه من خلال آلية الإسقاط
ويرى محللون نفسيون أنه كما يقول المثل الصيني، "تذكر أنه عندما تشير إلى شخص ما، هناك دائمًا ثلاثة أصابع تشير إليك!"، حيث يقوم طارق رمضان من خلال شكل من أشكال آلية الإسقاط، بالتحدث عن نفسه دون أن يدري فهو حين يهاجم المغتصبين والمستعمرين يقوم أيضا باتهام نفسه، ويحاول طارق رمضان، من خلال حجة يستخدمها المنحرفون النرجسيون، التملص من فضائح الاعتداء الجنسي من خلال عملية الإسقاط على الآخرين.
ويؤكد الكاتب النرويجي كريستيان سكوج في تقرير على موقع "دوكمنت"، أن طارق رمضان ظل لفترة طويلة نجمًا فكريًا للإخوان ورمز من رموزهم الكبيرة الذين تمتعوا أيضًا بتقدير عام أوسع، وقبل بضع سنوات كان أستاذًا جامعيًا في أكسفورد وأستاذ زائر حول العالم، ومع ذلك، فقد تراجعت سمعة رمضان وتأثيره في الرأي العام الدولي خاصة بعد دعاوى الاغتصاب فضلا عن أن عملية تصدير نفسه كداعية معتدل لم تستمر طويلا فهو لا يختلف عن والده سعيد رمضان أو جده حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان فجميعهم بنفس الفكر ولكن مع اختلاف الطريقة.
ويرى سكوج أن طارق رمضان يعود بشكل مفاجئ إلى الجمهور ولكن هذه المرة كمغني راب، ولكن يمكن للمستمع أن يتفهم بوضوح استراتيجية رمضان من خلال الأغنية، فمن السهل أن ترى أن فكره يتربص في الخلفية ويغذي حربًا بالوكالة ضد الحضارة الغربية، وليس من الصعب أن نفهم أن الشباب هم المجموعة المستهدفة لفيديو الراب الذي أطلقه رمضان.