متاحف وحضارات.. شواهد نهضة مصر التاريخية في عهد السيسي

أبهرنا العالم أمس بصورة لم تك تخطر على الأذهان في احتفالية كبرى لنقل 22 مومياء ملكية في موكب مهيب من مقرهم بالمتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ليس ذلك فقط بل ألقينا الضوء على عدد من المتاحف الجديدة وأخرى تم بناءها وتشييدها لتحمل بين جدرانها كم الحضارة والعراقة التي تخرج من باطن الأرض المصرية يومًا تلو الآخر لنبهر العالم ونطلعه على حضارة لم ولن يرى مثيلًا لها.

"الدستور" تعرض لكم تفاصيل عدد من المتاحف الجديدة التي تم تأسيسها وترميمها حديثًا ضمن النهضة التاريخية والأثرية لمصر.

المتحف المصري الكبير

ويمكن القول أنه بعد هذا الاحتفال الضخم أصبح العالم في ترقب وحماس لانتظار افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة ومن المتوقع أن يكون أكبر متحف في العالم، وتم سرد بعض المعلومات المميزة عنه ومنها أنه يضم في جناح خاص أشهر الاكتشافات الأثرية التي أبهرت العالم وهي مقبرة الفرعون توت عنخ أمون، والتي تم اكتشافها كاملة بداية من مومياء الملك المحنطة وتابوتها وقناعه الذهبي وأكثر من 5000 قطعة أثرية.

يقع المتحف على مساحة 117 فدانا منها 45 ألف متر للعرض المتحفي، فمن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100،000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، ويضم مكتبة متخصصة في علم المصريات ومركز للمؤتمرات وآخر للأبحاث ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا.

متحف المركبات الملكية

ومقره بولاق والذي يعد من أقدم المتاحف النوعية على مستوى العالم، تم إنشاءه في عهد الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن الـ19، حيث تم تخصيص مبنى للمركبات الخديوية والخيول ببولاق، ثم تم تحويله إلى متحف تاريخي بعد ثورة يوليو1952، وكان يضم معظم المومياوات التي تم نقلها أمس لمتحف الحضارة، وبسبب فيضان النيل تم نقل كافة المومياوات الأثرية إلى المتحف المصري بالتحرير لحين ترميمه.

وفي عام 2002 تقرر ترميمه وتطويره ولكن لم يكتمل هذا التطوير منذ عام 2011 وفي عام  2018 استأنف العمل من جديد وتم افتتاحه في نوفمبر 2020، ويضم داخله عدد من القاعات منها قاعة لعرض العربات والمركبات المهداة الى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة كبار الزوار والتي تضم عددا من المقتنيات النادرة الخاصة بالخديوي إسماعيل والأسرة العلوية، منها صالون ومكتب أثري، وبيانولا وجراموفون، ومجموعة من اللوحات الزيتية وصور فوتوغرافية خلال رحلات الصيد.
 
يضم المتحف مجموعة من 470 قطعة أثرية من أبرزها 40 عربة ملكية مختلفة الأحجام والأنواع، ومن أشهر العربات الملكية هي العربة المعروفة باسم عربة الآلاي الكبرى الخصوصي وهي مهداه من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجينى للخديوي إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م.

متحف شرم الشيخ

يعد متحف شرم الشيخ أول متحف للآثار المصرية بمدينة شرم الشيخ  ويقع على مساحة 191 ألف متر مربع، وبدأ العمل فيه المشروع عام 2003 ومثله مثل متحف المركبات توقف العمل به عام 2011 إلى أن تم استأنفه من جديد عام 2018.

يضم المتحف ثلاث قاعات للعرض المتحفي بداية من القاعة الكبرى التي تعبر عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة من خلال لوحات تمثل الأسرة المصرية في مراحل تاريخية مختلفة، كما تضم مجموعة من تماثيل السفنكس التي تمثل الهيئة الحيوانية مع الآدمية، وتمثال لرجل بجانب ابنته الصغيرة، بالإضافة الى عدد من الحيوانات المقدسة في مصر القديمة مثل القطط والجعارين المختلفة الأشكال والأحجام والتي تم اكتشافها عام ٢٠١٩ بمنطقة آثار سقارة.

 
متحف الغردقة

هو أول أثري في بالمدينة ويقع بالقرب من مطار الغردقة الدولي جنوب المدينة، كان الهدف من إنشاؤه جذب مزيد من السائحين إلى المدينة السياحية والجمع بين السياحة الترفيهية والثقافية، ومنح الفرصة للسائحين الذين يفضلون السياحة الشاطئية، للتعرف على تاريخ مصر بمختلف العصور.

يضم المتحف الجديد ما يقرب من 2000 قطعة أثرية من مختلف العصور التاريخية، ويضم مجموعة  من القطع الاثرية المختلفة أهمها مجموعة الملك توت عنخ امون، وتمثال الملكة ميريت آمون ولوحة الاميرة فاطمة إسماعيل، وهي من أبناء الخديوي إسماعيل عُرف عنها حبها للخير والأعمال الخيرية واهتمت برعاية الثقافة والفن.