القصة الكاملة لـ «كارت الفلاح» وأهميته في رصد الحيازة الزراعية
من المتوقع بحلول أبريل المقبل الانتهاء من أعمال التطابق في المحافظات المطبقية التي من المنتظر أن يتم إطلاق منظومة كارت الفلاح بها، والتي تساهم في بناء قاعدة بيانات متكاملة حول الحيازة الزراعية والمحاصيل التي تنتج على مستوى الجمهورية، كذلك دور المنظومة في تيسير حصول المزارعين على أية مستحقات مالية مقابل توريد المحاصيل التي يتم زراعتها، إلى جانب سهولة الحصول على الحصص التي تقررها الدولة لهم من مستلزمات الإنتاج المختلفة وتوفير الخدمات الإرشادية.
أمان الفلاح للعيش دون قلق وزيادة إنتاجيته
عن أهمية كارت الفلاح للمزارع يجيب الدكتور يحيى متولى، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، أن الفلاح المصري لم يكن لديه إمكانية إيداع وسحب النقود لذا كارت الفلاح هو ميزة يستطيع من خلالها أن يؤدي هذه الخدمات المصرفية، لذا هذا الكارت يوفر له تسهيلات كثيرة جدًا في حياته المعيشية، حتى يطمئن أن يعيش دون قلق ويزيد من إنتاجيته.
وأوضح متولي، في تصريح ل"الدستور"، أن الفلاح والمزارع ليس له دخل ثابت شهري ولكن دخله المادي يكون في نهاية المحصول الزراعي، ويحتاج مستلزمات إنتاج مثل البذور والأسمدة والمبيدات وغيرها، وكان يحتاج للحصول على تمويل من خلال بنوك التنمية الزراعية ويطلب أي من هذه المستلزمات وكان يحدث صعوبات بالنسبة له.
وتابع: ولكن هذا الكارت يوفر له الحصول على الأموال اللازمة في أي وقت ويستطيع أن يقترض من البنك لحين وجود إيراد يمكنه من الدفع ما اقترضه، وبالتالي يستطيع أن يكون لديه الفرصة في حالة الضيق المالي أو عدم توافر السيولة المالي أن يحصل من خلال هذا الكارت على ما يحتاجه لإتمام العملية الإنتاجية له.
إجمالى عدد الكروت المطبوعة على مستوى الجمهورية في إطار منظومة كارت الفلاح وصل إلى 3.028 مليون كارت، منها 1.2 مليون كارت مزود بخاصية "ميزة".
وتم إطلاق المنظومة في 12 محافظة بإجمالي أكثر من 4 ملايين حيازة، تم طباعة 2.2 مليون كارت من بينها مليون كارت مزود بخاصية ميزة، وإجمالي ما تم صرفه من أسمدة من خلال هذه المنظومة وصل إلى حوالي 419 ألف طن، وذلك اعتبارًا من الموسم الشتوي 20192020، وحتى 18 مارس الجاري.
وعن المميزات الأخرى التي يوفرها كارت، يضيف أستاذ الاقتصاد الزراعي أن الفلاح ليس له تأمين صحي ويساعده هذا الكارت في توفير هذا التامين له، كما أن الفلاح يواجه بما يسمى المخاطر واللايقين فالمنتجات الزراعية تتعرض للظروف الجوية ومن الممكن أن تؤثر على المحاصيل وتسبب عدم قلة الإنتاجية في المحصول أو انعدامها فتسبب خسارة الفلاح، ومن خلال هذا الكارت يواجه به المخاطر التي يقابلها في الزراعة.
واستكمل أن من خلال البيانات التي تقوم الحكومة بجمعها لعمل كارت الفلاح للمزارعين يتم رصد بيانات أصحاب الأراضي ورصد حيازته الزراعية؛ من خلال كارت الفلاحين وجمع البيانات للدولة ما يوفر خلفية معلوماتية عن الحياة الزراعية في مصر.
وطالب متولي أن تقوم الدولة بعمل كارت الفلاح للعمالة الزراعية غير المنتظمة، وهم العاملين بالأجرة في الأراضي الزراعية لمعرفة الدخول التي لا تدخل في ميزانية الدولة، خاصة وأنهم ليس لديهم مصدر دخل ثابت أو أراضي زراعية خاصة بهم من أجل تحقيق الأمان لهم، ويجب أن تسعى لتسجيل هذه العمالة حتى يتوافر للدولة البيانات الخاصة بهم.