الواحد بـ400 جنيه.. أطفال يحولون كراسي قديمة إلى لوحات فنية
يستعد الخبراء القدامى لتسليم الراية للجيل الجديد، ينقلون إليهم الأسرار التي ستجعل منتجاتهم متكاملة ومتناسقة، تدق قلوب الأطفال الصغار في أول يوم لهم بورشة الإبداع الفني داخل إحددى دور الأيتام بالجيزة، فاليوم سيتعلمون كيف يقضون أوقات فراغهم ويتعلمون صناعة لم تخذلهم بعدما يصيرون رجالًا مسئولين عن كسب لقمة العيش بأنفسهم.
كان محمود، أحد جنود الجيل الجديد الذي يبدع حاليًا في الرسم على الكراسي القديمة وإصلاحها وتحويلها إلى قطع فنية، يتنافس زائري الدار وزبائنها على شرائها واقتناء واحد منها في أحد أركان منزله، ويؤكد أنه تعلم المهنة من أحد أصدقائه الأكبر في السن داخل الدار.
يقول محمود: "قدرت أتعلم مهنة تفيدني في قضاء وقت فراغي، لأني كنت بحس بملل كبير، دلوقتي كمان اتعلمت صنعة هتنفعني لما أكبر وأسيب الدار، وأقدر أعتمد على نفسي، وافتح ورشتي الخاصة وتكون مصدر رزق ليا في المستقبل".
يبدأ أطفال دار الهنا في إصلاح الكراسي الخشبية القديمة، وإضافة الدعامات اللازمة، وإجراء عمليات التنعيم والصنفرة، ثم يبدءون في تليون خلفية الكرسي بالألوان المبهجة، الأبيض، الأزرق، الوردي، ثم تأتي مرحلة الأبداع.
يختار الطفل الألوان واللوحة التي سينفذها، يحددها في خياله، ثم ينفذها على أمر الواقع، لتنتقل الصورة الخيالية وتتحول إلى لوحة واقعية إبداعية، فلا يصدق صاحب الكرسي القديم أن هذه القطعة الفنية كانت ملقاة في زاوية مهملة من المنزل.