أولاد القلب.. كيف احتفلت الأمهات الحاضنات بعيد الأم؟
هي ابنه قلبي، هو ابن قلبي، هكذا تقدم الأمهات المحتضنات أبنائهن لمجتمع الكفالة في مصر، الذي أسسته يمنى دحروج قبل عامين من الآن، واليوم يحتفلن جميعًا بعيد الأم، فهم أمهات حقيقيات وشرعيات لأبنائهم الذين أنجبوهم من قلبوهم ومن رحم قصص اللقاء التي يشبهونها بالمعجزات أحيانًا.
هذا المجتمع الذي يكبر كل يوم تحت اسم الاحتضان في مصر يحمل شعار "من الممكن أن تُنجب.. ومن أصعب الأشياء أن تهب حياة لطفل"، يكرم بعض الأمهات الحاضنات اللاتي غيرن العالم وتفكيره، وعادات الأسر المصرية وتقاليدها من أجل أبنائهن، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بعيد الأم.
• رحمة اختارت حاضنتها
ومن بين القصص، واحدة جاءت تحت وصف المعجزة هي قصة الأم "حنان" أو كما تحب أن يناديها الجميع أم رحمة، فقدت القدرة على الإنجاب ليعوضها الله بفتاة جاءتها في المنام قبل أن تراها حقيقة أمام عينيها بعد يوم واحد من الحلم.
أخبرها مجتمع الاحتضان بأن الابن هو من يختار الأم وليس العكس، وهذا ما حدث عندما ذهبت إلى إحدى دور الأيتام لتجد فتاة عمرها ثمانية أشهر تبتسم لها، وعندما سألت عن اسمها عرفت أنه رحمة، نفس الوجه وذات الاسم الذي جاءها في المنام.
مشكلات صحية تعاني منها رحمة، ويطلب منها الأطباء وموظفوا دار الأيتام أن تعيدها وتستبدلها بفتاة أخرى، فهي تعاني من مشكلات في النمو العقلي، وتحتاج إلى زيارات مستمرة لأطباء التخاطب، ولكن كانت إجابتها دائمًا واحدة "محدش بيبدل ضناه"، واليوم اختارها مجتمع الكفالة ليكرمها ضمن مجموعة من الأمهات بعد تسع سنوات ونصف من حياتها مع رحمة كأم محتضنة.
• شيماء: ليلي بنتي كأنها من رحمي
"وكأنها من رحمي تحمل كل تفاصيل شخصيتي وطباعي".. هكذا تصف الأم المحتضنة "شيماء" ابنتها "ليلي" التي قابلتها بعد عامين كاملين من البحث والتدقيق، حتى كان اليوم الذي ذهبت فيه إلى دار الأيتام لتدرك حكمة الله عز وجل في تأخير اللقاء لأن ليلي لم تكن قد ولدت بعد.
عانت "شيماء" من ضغوطات الأسرة ودائرة الأصدقاء وطالبوها بالانتظار حتى يرزقها الله بزوج وبطفل من رحمها، لأنها لم تكن متزوجة ومازالت آنسة، لكنها استكملت مسيرتها وحصلت على خطاب الموافقة الذي يمكنها من اختيار طفل من إحدى دور الرعاية، لكن يشاء الله ألا تنجذب لأي طفل حتى كانت اللمسة السحرية.
"كانت نايمة على بطنها، مشوفتش وشها، مديت إيدي أطبطب عليها وكأنها كانت لمسة سحرية، عرفت إنها بنتي، وهيا عرفت إني أمها ضحكتلي، رغم إن كان عمرها شهر واحد، ومتعرفش تميز شكل الأشخاص".. كانت هذه هي اللمسة السحرية التي غيرت حياة شيماء وليلي، فعاشت الأولى حياة الأم بكامل تفاصيلها مع ليلي، ورزقت الثانية بحياة آمنة مطمئنة في كنف أم حقيقية.
أمهات لم يتزوجن، وأخريات لم يرزقهن الله بأطفال، وهناك من يجمع في بيته بين أبنائه البيلوجيين والمحتضنين، مئات الأسر التي شكلت مجتمعًا استحق أن يكون الأجدر بالاحتفال بعيد الأم.