«الوشاح الأزرق».. خاطف الأرواح في هيئة «لعبة» بهواتف المراهقين
لعبة جديدة انضمت إلى قائمة ألعاب "تيك توك" المميتة، والتي أصبحت هي الأخرى وسيلة لقتل وانتحار كثير من الأطفال والمراهقين، "الوشاح الأزرق" أو التعتيم، التي أطلقت خوف الآهالي مؤخرًا، بسبب ما أثير حول مصرع بعض الشباب حول العالم إثرهذا التحدي، بل وفي مصر كذلك، وكان آخر ضحاياها شاب يدعى "أدهم" ولقي مصرعه اختناقًا بعد أن أقفل على نفسه باب غرفته للمشاركة في "الجريمة" مستخدمًا هاتفه لتصوير أدائه، وعندما تنبه أحد ذويه إلى كونه فاقد الوعي، تم نقله على الفور إلى مستشفى، لكنه فارق الحياة.
ومنذ فترة قصيرة، أعلنت وسائل إعلام إيطالية وفاة طفلة شنقًا بسبب هذه اللعبة، وأشارت إلى أن اللعبة تستهدف الأشخاص الذين يمرون بلحظات اضطراب نفسي واكتئاب، على أمل أن يعيشوا تجربة مختلفة تخرجهم من اكتئابهم الشديد، ما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في الفخ.
"لعبة الوشاح" أو تحدى التعتيم، تقضي بأن يمتنع المشارك في التحدي عن التنفس حتى يفقد وعيه لكي يشعر بأحاسيس قوية، ويبدأ الأمر بالتسجيل على اللعبة من خلال حساب على "تيك توك" فقط، حيث يُطلب منهم تحدي تعتيم الغرفة ومن هنا جاء مصطلح "تحدى التعتيم"، وبعدها يسجلون لحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها، ونجح بعض المشاركين في التحدى بالفعل، بينما توفي البعض الآخر.
يُجدر بالإشارة إلى أن هذا التحدي ابتدعته امرأة إيطالية نشطة عبر تطبيق "تيك توك"، إضافةً إلى صديق لها عملًا على إنتاج مقاطع فيديو لتحدي التعتيم ويتابع هذه المرأة آلاف من المستخدمين، ولهذا سعى كثير من المراهقين والشبان إلى تقليد تحديهما، ما يزيد من عدد متابعيهما.
وأعادت لعبة الوشاح الأزرق، أو تحدى التعتيم، إلى الأذهان لعبة "الحوت الأزرق" القاتلة، والتي تسببت فى انتحار عدد كبير المراهقين والأطفال حول العالم عام 2018، حيث كانت تتكون من مجموعة من التحديات تمتد لـ50 يوما، وفى التحدى النهائى يُطلب من اللاعب قتل نفسه، بعدما يتم تمهيده نفسيا للانتحار.
الدكتورة ياسمين محمود، استشاري الأمراض نفسي، أكدت أنه من أكثر المراحل العمرية التي تقبل على مثل هذه الألعاب هي فترات المراهقة، إذ يكثر التمرد والعناد والبحث عن الهوية لدى الشباب والفتيات.
وتتابع أنه قد يحدث ويواجه الشاب أو الفتاة في المنزل بقدر من الاستهتار بشخصياتهم وتهميشهم، ما يؤدي إلى وجود بعض العقد لديهم الأمر الذي يدفعهم إلى البحث عن ذاتهم في أي شئ أخر بعيدًا عن الأهل وسطوتهم، حتى ولو كانت ألعاب إليكترونية خطيرة، فرغم خطورتها إلا أنها تكسبهم النجاح والثقة المزيفة بالنفس التي افتقدوا اكتسابها من ذويهم، موضحة أن المراهق يسعى لمن يعتقد أنه يفهمه حتى لو كانوا هؤلاء من الأصدقاء وغيرهم من خارج الأسرة، فيشعر في هذا التوقيت معهم بالبهجة بل ويسعى إلى تقليدهم، حتى ولو وصل الأمر إلى الانتحار.
ونوهت ياسمين على ضرورة احتواء الطفل والشاب وإشعاره بأهميته، واحترام آرائه ومنحه القيادة في سن مبكرة، لكي ينضج عقله بشكل سوي ويستطيع التمييز بين ما هو خطر، وبين ما هو حقيقي وما هو واه.
وفي هذا الشأن أكد موقع "تيك توك" بشكل واضح على ضرورة توخي حذر الجميع في التعامل مع هذه الألعاب، خاصة مع تلك اللعبة الجديدة، إذ طالب مستخدميه بالإبلاغ عن الأشخاص المشاركين، على أمل أن يمنعه من الانتشار عبر الإنترنت، وذلك عن طريق الضغط على الثلاث نقاط بجوار الفيديو، ثم اختيار إبلاغ، وبعد ذلك تحديد السبب الانتحار وإيذاء النفس والأفعال الخطيرة.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الألعاب الأليكترونية التي تتشابه مع لعبة الوشاح الأزرق في تسببها في قتل الأطفال والمراهقين، مثل لعبة «تحدي تشارلي»،و لعبة "الحوت الأزرق"، "البوكيمون جو"، "مريم"، «جنية النار».