«جاسوسية وانشقاق واعتقال».. تنظيم القاعدة إلى أين؟
حالة من التفكك يعيشها تنظيم القاعدة في الفترة الأخيرة على كل المستويات، ولم يعد يخفى على أحد أن "القاعدة" في جزيرة العرب قد بدأت تتآكل بفعل الخلافات والصراعات الداخلية، والوفيات والاعتقالات والانشقاقات من ناحية أخرى.
"خسائر التنظيم"
أثر بشكل كبير على خسائر التنظيم مقتل عبدالله أحمد عبدالله الألفى، المعروف أيضًا باسم أبومحمد المصرى (قتل فى إيران)، فى أغسطس 2020، والذى كان نائب أيمن محمد ربيع الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.
وذكر تقرير للمركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب أنه لا يزال تنظيم القاعدة ممثلًا بـ(هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقًا) الجماعة المسلحة المهيمنة فى شمال غرب الجمهورية العربية السورية، حيث يبلغ عدد مقاتليها قرابة 10 آلاف مقاتل، والتى تسعى إلى تعزيز سيطرتها على منطقة خفض التصعيد فى إدلب.
وبعدها وفي أقل من أسبوع، خسر تنظيم القاعدة الإرهابي الرجل الأول، توفي بصورة طبيعية بعد معاناته مع مرض السرطان، وبحسب وسائل إعلام باكستانية فإن أيمن الظواهري القائد الأول لتنظيم القاعدة الإرهابي توفي بسبب معاناته مع مرض السرطان، وكانت التقارير أشارت وقتها إلى أن الظواهري كان فاقدًا للسيطرة على أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا والعراق على مدار شهرين قبل وفاته.
ومن القتل للاعتقال، أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن اعتقال "خالد باطرفي" زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، في عملية تمت شهر أكتوبر الماضي 2020 بمدينة الغيضة بمحافظة المهرة باليمن، مما أدى إلى اعتقاله ومقتل نائبه "سعد العولقي"، وذلك في تقرير أعده فريق متابعة للمنظمة الدولية وتم تقديمه لمجلس الأمن الدولي.
بعد الاهتزازات المتتالية التي واجهها التنظيم وجد البعض أنه حان الوقت لخطوة محاولة النفاد قبل فوات الأوان، فانحدار مسار التنظيم بات حديث الأفراد ولا سيما منهم المنشقون، وأبرزهم المنشق الذي كان يلقب بأبوأمير والذي وجد أنه لا بد أن يفعل ذلك بعدما اكتشف أن أيديولوجيتهم في الواقع تختلف عن الهدف الذي يرسمونه.
ومنذ ان أصدر المنشقون بيان مارس الذي ذكروا فيه أسماء من قادة القاعدة الذين تم اتهامهم بالجاسوسية، وحدث انشقاق واضح في الآراء وقتها إلا أنها أدت إلى جملة من الانشقاقات كان من أبرز الأسماء فيها: عمار القصيمي، عزام النجدي، فواز القصيمي، مصعب الشرقي، حسان القصيمي، أبوعمر النهدي (شرعي في القاعدة وأحد قياداتها، كان أمير المكلا أثناء سيطرتهم).
"مستقبل القاعدة"
التسريبات والاتهامات المتبادلة جعلت جماعة داعش تتدخل في الأمر، وتصدر بيان على التليجرام مفاده كان سخرية من الوضع في القاعدة والذي كان جزء منه: "إنّ المتابع في الآونة الأخيرة من إصدارات القاعدة عن "هدم الجاسوسية"، يظن أنهم فعلًا هدموا الجاسوسية في تنظيمهم الخرب".
وبذلك القيادة المركزية لتنظيم القاعدة لم تعد اليوم سوى نسخة هزيلة عما كانت عليه في الماضي.
وفي وقت سابق قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، في محاضرة حول سيناريوهات استشرافية لمستقبل الجماعات المتطرفة فى عام 2021، والتى أذيعت دوليًا فى المراكز الإسلامية بدول الاتحاد الأوربى، وبثتها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، تباعديًا عبر التطبيقات الحديثة- إن تنظيم "القاعدة" يعانى منذ سنوات حالة من التراجع الملحوظ، يمكن التأريخ لها من بداية مقتل زعيمه أسامة بن لادن وانتقال دفة القيادة للظواهري، وهذا التراجع كان ثمرة مجموعة من العوامل، يأتي على رأسها غياب مقومات القوة والكاريزما، التي كان يتمتع بها بن لادن، عن "الظواهري"، ثم مقتل عدد من قيادات ومنظري التنظيم، وتعرضه للاختراق الداخلي والجاسوسية، وفقد نفوذه لصالح تنظيم "داعش"، وكثرة الانشقاقات داخل صفوفه.
يبدو أن الانشقاق والانتقال إلى داعش قادم على التنظيم لا محالة ونتذكر في 2014 عندما انشق تنظيم «خراسان» وهو جماعة متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة وبايع على لسان أبودجانة الأفغاني المتحدث الرسمي باسمه، أبوبكر البغدادي زعيم «داعش» وقتها.