«المصباحي»: إعلان القاهرة قاعدة اتفاق الليبيين على اختيار السلطة الجديدة
قال رئيس ديوان المجلس الأعلى لأعيان ومشايخ ليبيا، الدكتور محمد مسعود المصباحي، اليوم، إن أي مسؤول دولة يريد النجاح في مهمته، لابد أن يبدأ رحلته الخارجية من مصر، مشيرا إلى أن هذا ما فعله رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديد عبدالحميد الدبيبة أمس بزيارته القاهرة في أول رحلة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للوزراء.
وأضاف المصباحي في تصريح خاص لـ "الدستور" تعليقا على زيارة الدبيبة للقاهرة ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه لا يختلف إثنان على أن مصر تريد الحل للأزمة في ليبيا، وتريد أن ينعم الليبيون بالأمان، لافتا إلى ليبيا تمثل لمصر، بعدها الأمني والاستراتيجي والقومي، وأنه من هنا تقع أهمية الدور المصري في حل الأزمة الليبية.
وأوضح أن ما تشهده الساحة السياسية الليبية من تطورات منذ الخامس من فبراير الجاري، بانتخاب سلطة تنفيذية جديدة، يرجع بالأساس للمبادرة المصرية المتمثلة في "اعلان القاهرة"، مشددا على أن كل ما تحقق في حوارات المسار السياسي والعسكري والدستوري، التي استضافتها مدينة الغردقة المصرية، يؤكد أن "مبادرة القاهرة" ومخرجات برلين التي أجيزت من الأمم المتحدة، هما قاعدة اتفاق الليبيين.
كما شدد على أن "الدبيبة"، جاء إلى مصر العروبة، اعترافا بموقفها ودورها الكبير والمؤثر في حلحلة الأزمة، لافتا إلى مصر تقف على مسافة واحدة من كافة الاطراف الليبية بإستثناء المؤدلجين الذين يريدون الخراب للوطن وللأمة والعالم اجمع.
وختم بالقول: "نحن نريد من العالم أجمع الدخول مع ليبيا في اشتراكات اقتصادية وإعمار ليبيا وإزالة أثار الحرب سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو التنموي. والدور الذي اتخذته مصر يجب أن يكون عند كل دول العالم".
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة في أول زيارة رسمية له خارج ليبيا، وذكر المتحدث باسم الرئاسة، في بيان، أن الدبيبة أعرب عن تشرفه بلقاء الرئيس السيسي، مُعبرًا عن تقدير واعتزاز ليبيا للجهود المصرية الصادقة والفعالة في مختلف مسارات حل الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية، والتي نتج عنها تقريب وجهات النظر بين الليبيين وإنهاء حالة الانقسام، فضلًا عن دعم مصر للمؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وأكد الدبيبة، أن ليبيا حكومةً وشعبًا تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية بقيادة ورؤية السيسي، خاصةً فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح.
ووفق البيان رحب الرئيس السيسي، بالدبيبة، مُجددًا التهنئة للقيادة الليبية الجديدة لحصولها على ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسي ممثلي الشعب الليبي، بما يعد بداية مبشرة لمرحلة جديدة تعمل فيها كافة مؤسسات الدولة الليبية بانسجام وبشكل موحد على نحو يرفع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات.
وشدد على حرص مصر للاستمرار في دعم الشعب الليبي لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته، وأن المرحلة الحالية تتطلب حشد ليبيا لكافة جهود وسواعد أبنائها ورجالها المخلصين من أجل ترتيب أولويات التحرك والعمل تجاه المجالات المختلفة، بدءًا باستعادة الأمن، ومرورًا بتثبيت أركان الدولة، ثم وصولًا إلى الشروع في المشروعات الخدمية والتنموية ذات المردود المباشر على أبناء الشعب الليبي.
وأكد الرئيس السيسي أيضا على استعداد مصر الكامل لتقديم كافة خبراتها وتجربتها في خدمة الليبيين، بما يساهم في وضع ليبيا على المسار الصحيح وتهيئة الدولة للانطلاق نحو آفاق البناء والتنمية والاستقرار.