تهديدات حسن نصر لإسرائيل .. الأسباب وفرص المواجهة
هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مساء أمس الثلاثاء، بخوص حرب ضد إسرائيل إذا قامت الأخيرة بفرضها، مؤكدًا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية "ستواجه ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل".
وقال "نصر الله" في خطاب تلفزيوني: "أقول لرئيس الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة وعن حرب، ولكن إن فرضتم حرباً فسنخوضها. وإذا ضربتم مدننا، فسنرد بالمثل. وإذا استهدفتم قرانا، فسنقصف مستعمراتكم. وفي أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل".. رغم أن "نصر الله" يهدد إسرائيل كثيراً، إلا أنه في كل مرة تكون هناك أسباباً حقيقياً لهذا التهديد سواء انتهى بوفاء وعده أو لا، تهديد الأمس له عدة أسباب نستعرضها في النقاط التالية:
1- تدريب "وردة الجليل"
يمكن فهم التهديدات بأنها رداً على تدريب "وردة الجليل" الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي هذا الأسبوع لمحاكاة الحرب في الشمال. حيث حاكى التمرين مهاجمة 3000 هدف لحزب الله في اليوم الواحد، بما في ذلك مستودعات قذائف صاروخية وصواريخ وقيادات للمنظمة. وتدرب الطيارون وأفراد المخابرات في سلاح الجو على سيناريوهات إسقاط طائرات، والتصعيد على القطاع السوري، والتهديدات العسكرية من القطاعات الأبعد ومنها إيران والعراق واليمن.
ويحاكي التمرين الذي أطلق عليه اسم "وردة الجليل" حادثة على الحدود اللبنانية تتصاعد إلى جولة قتال ضد حزب الله لعدة أيام، وبدأ التدريب بمفاجأة يوم الأحد الماضي في الساعة 7 صباحًا، بتقرير عن إصابة طائرة تابعة لسلاح الجو بصاروخ أطلق عليه من لبنان أثناء قيامها بمهمة تصوير. وحسب التدريب فإن الحادث أمتد لعدة أيام من القتال، حيث تهاجم إسرائيل من الجو أهدافا في لبنان ويطلق حزب الله صواريخ على الجبهة الداخلية. وفور الإعلان عن التدريب بدأ سلاح الجو في تعبئة الاحتياط من جميع الوحدات في السلاح، بما في ذلك تشكيل الدفاع الجوي. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الاستجابة كانت عالية وأنه في ذلك اليوم امتثل حوالي 85٪ من جنود الاحتياط للخدمة.
كما تدربت أطقم سلاح الجو على فرض حصار بحري على كل الأراضي اللبنانية والتصدي لإطلاق الصواريخ - بما في ذلك صواريخ كروز - على الأراضي الإسرائيلية. فبدا وكأن نصر الله يرد بطريقته على التدريب الكبير.
2- صفقة الـ 9 ملياردولار مروحيات وطائرات
أقر الكابينت السياسي الأمني الإسرائيلي مؤخراً الموافقة على التمويل للازم لتمويل صفقة ضخمة تسمح لجهاز الأمن الإسرائيلي بأن يشتري طائرات شحن الوقود من طراز KC46 من شركة بوينج لتحل محل طائرات "رام" (بوينغ 707)، التي يبلغ عمرها 60 سنة لدى سلاح الجو، وكذلك مروحيات تحل محل مروحيات اليسعور التي وصلت لإسرائيل في الستينيات والسبعينيات وتم تمديد عملها أكثر من مرة على أن يتم استبدالها بمروحية CH-53k من إنتاج شركة تسيكورسكي التي اشترها شركة لوكهايد مارتن، وكذلك مروحية تشينوك من إنتاج شركة بوينج، وأسراب قتالية، ذخائر ومشاريع لشعبة الاستخبارات أمان و"تكشوف" بقيمة 9 مليار دولار.
رأى المراقبون أن الإعلان عن الصفقة بتفاصيلها غرضه هو ردع حسن نصر الله وإيران، فكما يبدو أن الأخير قرر أن يرد بطريقته المعهودة وهي التهديد عن طريق الخطابات التليفزيونية.
3- الانتقام لمقتل أحد عناصر حزب الله في سوريا
لايزال حزب الله لم يثأر لمقتل أحد عناصره في سوريا، وهذا ما أوضحه التقرير الاستراتيجي للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الذي أكد أن هناك احتمالية حدوث مواجهات على الحدود الشمالية، لأن حسن نصر الله، يصمم على الرد على الضربات التي تلقاها، منها موت أحد أعضاء المنظمة في شهر يوليو لماضي في قصف نسب لإسرائيل، بيد أن أحد إنجازات حزب الله في السنوات الأخيرة هو خلق معادلة بحسبها حزب الله سيرد على كل قتيل له بإصابة جندي.
هذا بالإضافة إلى أن محاولات حزب الله للرد على قتل أحد مقاتليه لم تنجح. لذلك، نصر الله ما زال يهتم بتنفيذ عملية ثأر، هذا الاحتمال بات الآن أقرب مما كان عليه في الماضي، خاصة عدما نجح حزب الله قبل أسبوعين في إسقاط مسيّرة أطلق عليها صاروخ أرض- جو. هذا على افتراض أن الجيش كان سيقوم بهجمات على لبنان رداً على إسقاط المسيّرة.
هل هناك مواجهة بين إسرائيل و حزب الله؟
نشرت شعبة الاستخبارات العسكرية أمان تقريرها الاستخباراتي السنوي، والذي جاء فيه أنه ولأول مرة منذ سنوات يصبح قطاع لبنان أكثر قابلية للانفجار من قطاع غزة، وحزب الله يستعد لخوض أيام قتال مع مواجهة الجيش الإسرائيلي.
ورغم أن حزب الله لا يريد حرباً ومرتدع عن الإقدام عليها، لكن في المقابل يتطور في التنظيم، ولايزال يطور تسليحه، ولايزال يستعد ليخوض ربما أيام قتال لا تؤدي إلى حرب واسعة في مواجهة الجيش الإسرائيلي.