الأنبا باخوم: شهداء ليبيا أصبحوا أيقونة شهادة لعالمنا المعاصر

قال الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشئون الإيبارشية البطريركية الكاثوليكية، إنه بعد مرور ست سنوات ما زالت هذه الذكرى تتخطى كل طائفة وديانة وجنسية، ما زالنا نخلد تذكار شهداء ليبيا المصريين.

وأضاف باخوم، في بيان الثلاثاء: "هؤلاء الشهداء أصبحوا أيقونة شهادة لعالمنا المعاصر، لكل شخص يؤمن ولإيمانه يعطي كل ما لديه حتى حياته ومستقبله، لأنه يؤمن والإيمان حياة أعمق وأكبر من الحياة بذاتها، نعم يبقى الإيمان حياة تفوق حياة، هذا ما أعلنه هؤلاء الشهداء بموتهم أعلنوا حياة أعمق من حياة كثيرين أحياء".

وتابع: "أتذكر شخصيًا مقابلتي عائلتهم وأبناءهم في 2016، وكم منهم استقيت أملا ورجاء ومعنى حتى للألم، واليوم البابا فرنسيس في رسالة فيديو يؤكد أنهم قديسونا، قديسو جميع المسيحيين".

وأضاف الأنبا باخوم عن شهداء ليبيا من المصريين: "هؤلاء الرجال المسيحيون والمعمدون بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضًا بالدم، إنهم قديسونا، قدِّيسو جميع المسيحيين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية.. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين.. رجالٌ عاديون، أرباب عائلة، رجال يرغبون تربية أبنائهم، رجال بكرامة العمال، لا يسعون فقط لكي يحملوا الخبز إلى بيوتهم وإنما ليحملوه إلى البيت بكرامة العمل.. هؤلاء الرجال قد قدّموا شهادة ليسوع المسيح.. ذبحوا بوحشيّة".

وأوضح أن هذه الذكرى بكل ألم نتذكرها، لكنها تصبح لنا اليوم نافذة رجاء مصدرًا للشجاعة، سببا للتضامن لكي لا يبقى بعد إرهاب، لكي تصبح البشرية كلها "إخوة"، وهذه الأخوة قادرة أن تمسح كل تطرف، وتمحي كل تعصب، وتروي كل أعمال المحبة والتعاون والسلام.