مصر تدخل عصر تصنيع اللقاحات والبداية من مجمع حلوان
قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن مصر ستشهد في الفترة القادمة تصنيع لقاحات جديدة، ومن المستهدف تصنيع 90% من احتياجاتنا للقاحات الأساسية، وذلك خلال تفقدها المجمع القومي للأمصال بحلون، مضيفة أن هذا الصرح سينقل مصر بشكل كبير في مجال الطعوم والأمصال وسيوفر مخزون بشكل عالي الكفاءة.
وتبلغ مساحة المجمع 10 آلاف متر مربع ويجري الانتهاء من تجهيزاته وأعماله الإنشائية وتبقى بعض الأعمال في الكهرباء، وسيجري تشغيله بشكل كامل في غضون شهر، يضم 27 ثلاجة تبريد من 2 إلى 8 درجات، و8 ثلاجات للتجميد حتى 20 درجة تحت الصفر، إضافة إلى 30 مخزن جاف.
وأوضح خبراء لـ"الدستور" كيفية مساهمة هذا المجمع في عصر صناعة الأمثال واللقاحات في مصر وفائدتها في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال الدكتور محمد عز العرب، استاذ أمراض الباطنة والأمراض المعدية، إن أي جهود لتطوير الصناعة المصرية، خاصة صناعة الأدوية الحيوية واللقاحات يمثل إضافة جيدة للعلم وفي مكانها وتوقيتها الجيد، لذا فالمجمع سيمثل إضافة جيدة للمستقبل وليس لفيروس كورونا فقط.
أضاف عز العرب لـ"الدستور"، أنه لا يجب إغفال الدور الرئيسي لفاكسيرا وتطوير العمل به والتي تمتلك الإمكانات البشرية والبنية التحتية لإنتاج الأمصال واللقاحات، ويجب التفريق بين اللقاح والمصل، حيث يجب العمل على تطويرها كمؤسسة قومية لها الكثير من الجهود السابقة والحالية وتطويرها للقيمة المضافة في هذا المجال، ومع ذلك نُحيي أي جهود لأن مصر تحتاج أن يكون لها التصنيع الخاص بها في الأمصال والتطعيمات، تجنبًا لحدوث أي ازمات، لأن وقتها كل دولة تنغلق على نفسها خاصة وقت الأوبئة كما حدث مع أزمة فيروس كورونا المستجد.
وتابع أنه يتم تطوير هذه الصناعة بالمواصفات الدولية من خلال نقل التكنولوجيا المعرفية للتصنيع وله مواصفات جودة بطريقة دولية، وبالنسبة للقاحات المصرية هناك بعض المراكز البحثية لأن الدراسات قبل الإكلينيكية وحاليا بدأ التوجه للتجربة على الإنسان لمواجهة أزمة كورونا حتى يتم إيجاد علاج نهائي لها، وكانت تجارب المركز من ضمن التجارب الموثقة في منظمة الصحة العالمية ومازالوا في انتظار تجاربها على البشر بمراحلها الثلاثة.
واستكمل أن دور هذه المصانع سواء مجمع حلوان أو فاكسيرا لتصنيع لقاحات سيكون بالاتفاق مع الشركات الدولية المصنعة للقاحات العالمية بحيث يتم نقل التكنولوجية المعرفية لإنتاج بنفس المواصفات للقاح الأصلي، وتكون فائدة هذه المجمعات في الفترات القادمة في مجال البحث العلمي أكثر خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن العالم من الممكن أن يشهد أنواع مختلفة من الأوبئة، والتجهيز من الآن أمر في غاية الضرورة.
اللقاح المحلي أفضل وأكثر فعالية
وقال الدكتور محيي حافظ، عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إن الاهتمام بتصنيع اللقاح المصري أمر في غاية الأهمية ويعتبر الحل الأمثل في الوقت الحالي، فلا يوجد افضل من اللقاح المحلي الذي يتم فيه فصل السلالة المحلية بالنوع الجيني المحلي؛ فهو الأكثر فاعلية والأكثر طمأنة في استخدامه وكان يتم تداول الأخبار عن تصنيع 500 جرعة بالفعل تحت التجربة، ونأمل صدور نتائجها بحيث يمكن استكمال هذه المرحلة.
وأوضح حافظ، لـ"الدستور"، أن التصنيع المحلي أفضل من الاستيراد، لأن هناك إشكالية ستواجه الدولة عند الاستيراد وهي طريقة نقل الفاكسينات ودخولها لمصر، فطريقة حفظها عند 70 درجة مئوية تحت الصفر في مبرد ذات تقنية عالية ومعقدة، فالأمن أن يكون التصنيع المحلي في مقابل المستورد.
تصنيع اللقاح في مصر
واتفق معه محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، قائلًا إن تصنيع اللقاح هنا في مصر هو الفرصة الحقيقية لنا لإثبات جدارتنا، خاصة وأن لدينا قوانين الملكية الفكرية التي تنص على أنه في حالة الأوبئة على كافة الدول أن تصنع الأدوية أو اللقاحات دون العودة إلى الشركات المصنعة.
وأوضح أنه من الممكن معرفة تركيبات دواء فايزر ونقوم بتصنيعه، وفقًا لقوانين الملكية الفكرية وقوانين منظمة التجارة منذ 2002، ومثال على ذلك استخدام جنوب أفريقيا والهند لهذا الحق، لذا يجب أن تكون مصر مستعدة لهذه الخطوة، وهو ما سيتحقق بهذا المجمع كبداية.