ليلة عزل ترامب تعيد كتابة التاريخ الأمريكي وتهدد بالفوضى
صوت مجلس النواب الأمريكي، مساء الأربعاء، بالأغلبية لصالح توجيه تهمة "التحريض على التمرد" للرئيس دونالد ترامب وعزله من منصبه، وذلك على خلفية اقتحام أنصار الرئيس ترامب للكونجرس واعتراضا على فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي بانتخابات الرئاسة.
حدث فريد بالتاريخ الأمريكي:
وافق 232 عضوا في مجلس النواب خلال جلسته لمسائلة ترامب على إدانته وتوجيه تهم التحريض إليه وعزله من منصبه، من بينهم 10 نواب جمهوريين و222 ديمقراطيا، مقابل رفض 197 نائبا لمشروع القانون بينما امتنع 5 أعضاء آخرين عن التصويت.
وأصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه المساءلة مرتين من قبل مجلس النواب ويوافق على عزله مرتين خلال رئاسته، فسبق أن وافق الكونجرس في أكتوبر 2019 على عزل ترامب من منصبه لصلات مزعومة بتعاونه مع روسيا في التدخل بانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 واتهامه بعرقلة عمل الكونجرس.
مجلس الشيوخ.. هل يحمي ترامب للمرة الثانية؟
بعد تأييد مجلس النواب عزل ترامب من المقرر أن يحيل مشروع القانون للتصويت عليه من أجل اقرار بشكل نهائي حتى يصبح ساريا.
ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي، أعلن في وقت سابق رفضهم عقد جلسة طارئة للمجلس لمناقشة محاكمة ترامب تمهيدًا لعزله من منصبه، مؤكدا أن المجلس لن يعقد أي جلسات قبل يوم 19 يناير الجاري، فيما سيتم تنصيب جو بايدن في اليوم التالي الموافق 20 من الشهر ذاته ما يعني عدم وجود فرصة لعزل ترامب.
وسبق أن رفض مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون عزل ترامب في 2019، لأن القرار يتطلب موافقة ثلثي المجلس لكي يصبح نافذا الأمر الذي لن يتحقق بسبب رفض الجمهوريون لهذا الأمر.
لماذا يرفض الجمهوريون عزل ترامب:
وأكد النواب الجمهوريون خلال جلسة مجلس النواب لعزل ترامب رفضهم هذه المحاولة من قبل الحزب الديمقراطي محذرين من تداعياتها على أمن ومستقبل الولايات المتحدة.
والعضو الجمهوري بمجلس النواب توم ميكلنتوك، أكد على هذا الأمر وبرأ ترامب قائلا ان الرئيس المنتهية ولايته لم يدعو إلى العنف لكن "الغوغاء" فسروا كلامه خطأ واقتحموا الكونجرس.
والجمهوريون اعتبروا أيضا أن الديمقراطيين لا يستهدفون ترامب وحده وإنما حزبه الجمهوري والسعي لإقصائهم، فقد أكد النائب الجمهوري جيم جوردن أن أعضاء الحزب الديمقراطي يريدون تحطيم المعارضين عبر محاولات عزل ترامب.
فيما قال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن عملية التصويت في مجلس النواب لعزل ترامب إساءة للقانون، محذرا من أن محاولات عزل ترامب ستتسبب بمزيد من العنف، وأكد أن دعم إجراءات عزل الرئيس ستلحق ضررا كبيرا بمؤسسات الدولة الأمريكية.
مايك بنس يحمي ترامب حتى النهاية:
رفض مايك بنس، نائب الرئيس دونالد ترامب، مهلة 24 ساعة طرحتها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب ومطالبته باللجوء إلى التعديل 25 بالدستور لعزل ترامب وتوليه هو السلطة، ليضع الديمقراطيين في حرج كبير ودفعهم للصدام مع الحزب الجمهوري ككل.
بنس أكد الثلاثاء في بيان له أن ترامب تبقي له أقل من 8 أيام على الفترة الرئاسية التي تنتهي 20 يناير الجاري، لذا اللجوء إلى التعديل الـ 25 من الدستور لن يدعم الصالح الأمريكي أو يتماشى مع الدستور.
ويتطلب أن يوافق بنس على تفعيل التعديل الـ 25 من الدستور من أجل اكتمال خطة عزل ترامب وذلك في حال وافق مجلس الشيوخ بالأساس على القرار الذي اعتمده مجلس النواب لعزل ترامب.
هل تطيح الفوضى بأمريكا؟
حذر قادة الحزب الجمهوري من تداعيات محاولة الديمقراطيين عزل ترامب على المؤسسات الأمريكية والدخول في حالة من الفوضى، مشيرين الى أن بايدن فاز بحوالي 51 % من أصوات الناخبين، فيما حصل ترامب على أكثر من 70 مليون صوت، ما يعني وجود قاعدة كبيرة له سترفض محاولات تشويهه.
ترامب خرج يوم الثلاثاء محذرا نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب والديمقراطيون من السير في محاولات عزله، مؤكدا أن ما تقوم به أمر غير مقبول، واصفا محاولات عزله بأنها أكبر تصيد في تاريخ السياسة.
ونوه الرئيس المنتهية ولايته، في خطابه التحذيري من أنه لا يحرض على العنف، لكن التحركات لعزله من منصبه من قبل الكونجرس تسبب غضبًا شديدًا.
وعلى وقع هذه المحاولات دعا أنصار ترامب لتظاهرات جديدة ستخرج خلال الأيام المقبلة ويوم تنصيب بايدن اعتراضا على ما يتعرض له مرشحهم مما يصفونه بالاستهداف ومن قبل سرقة الانتخابات منه لصالح المرشح الديمقراطي.