طبيبة «تشرّح» نفسيًا سر تحنيط شقيقتين لجثة والدهما بالجيزة
واقعة هزت الرأى العام عقب احتفاظ شقيقتان بجثة والدهما عدة أيام داخل شقتهم بالجيزة بعد وفاته، لشدة تعلقهما به من خلال وضع بعض الكريمات في محاولة لتخفيف آثار تعفن الجثة ولفاها بشاش.
ومنعت الشقيقتان أفراد العائلة من دخول الشقة لزيارة والدهما، إلا أن صديقه أصر على زيارته للاطمئنان عليه، ليكتشف وفاته منذ عدة أيام، ولف ابنتيه جثته بالشاش فأبلغ مديرية أمن الجيزة ليتم نقل الجثة إلى المستشفى.
تدوال رواد مواقع التواصل القصة على نطاق واسع حيث تم إيداع الفتاتين مستشفى الأمراض العقلية؛ للكشف على قواهما العقلية.
ماذا كان يدور في عقل الاختين؟
سؤال مُلح بدأ يبتادر إلى أذهان الكثيرين وهو ماذا كان يدور في عقل الفتاتين، كيف تعاملوا مع جثة أبيهم وكيف خلدا إلى النوم في المنزل، والكثير والكثير من الأسئلة، لتقول الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشارى الطب النفسي، إن الشقيقتين غير متزنات نفسيًا بعد وفاة الوالد، وهو ما يسمى بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".
أضافت صافيناز أن أضطراب ما بعد الصدمة ما هو إلاّ عدم اعتراف من قبل العقل بالمصيبة سواء كانت وفاة أو مرض ما.
وتابعت أن مرضى اضطراب ما بعد الصدمة قد يكونوا غيرَ قادرين على تذكُّر أجزاء مهمَّة من الحدث الصادم وهذا ما حدث مع الشقيقتيين.
ما بين الاتهام والرحمة
لا يوجد أصعب من فراق الأم أو الأب، فلا يوجد أغلى منهما، ففى هذه الواقعة وجهت للبنتين التهم، لكن الشقيقتان ضحية عدم استيعاب عقلهما فراق رب الأسرة الذى أكدت التحريات أنه خصص كل عمره فى تربيتهما.
وقالت استشاري الطب النفسي إن العقل البشرى لديه حدود، فعند التعرض لصدمة كبيرة يحدث خلل فى الإشارات العصبية بالمخ، الأمر الذى قد يتسبب فى فقدان مؤقت للذاكراة، إضافة الى خلل بوظيفة الإدراك.
وأضافت أن الشقيقتين لا بدّ أن يؤخذا بعين الرحمة ووضعهم للعلاج النفسى، لإعادة تأهليهم نفسيًا، وتقبل فكرة العيش بدون الأب.
احتفظ بوالده فى ثلاجة
ليست واقعة الشقيقتان الأولى، بل شهدت المكسيك واقعة مماثلة عندما عزم شاب على الاحتفاظ بوالده فى ثلاجة منزلهم، فلم يتقبل عقلة فراق الوالد.
كما شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية واقعة أخرى عندما عزم زوج الاحتفاظ بزوجته داخل صندوق زجاجى عقب وفاتها، الأمر الذى أثار الكثير من الجدل وقتها.