«10 ملايين مهددون بالموت».. كيف يواجه مرضى السكرى فيروس كورونا؟
كان الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا خلال الفترة الماضية هم الموظفون الذين استمروا على أداء مهامهم خلال الذروة، وبعد أن تعطلت الدارسة في الجامعات والمدارس، استمر موظفو جامعة المنوفية على تردد علّيها خاصة بعد تخصيص مستشفياتها الجامعية لعلاج كورونا واستقبال المرضى.
فوقف فرج عبد العزيز موظف الأمن لاستقبال المرضى وإدخال سيارات الإسعاف المحملة بالحالات الحرجة، وبتلك الطريقة نُقلت الإصابة لفرج صاحب الـ٥٥ عاما، ولاإصابته بالسكري والضغط منذ سنوات تدهورت الحالة بشكل سريع وعليه نقل لعزل دمنهور العال لعدم وجود مكان شاغر في المنوفية في تلك الفترة.
قضى عيد الفطر معزولًا بعيد عن أسرته، وكانت حالته تسوء يوم عن يوم لكبر السن وارتفاع السكر بالدم، وخلال تلك الفترة حظي باهتمام ومراقبة شديدين من الأطباء، حتى تبينت سلبية تحاليله بعد عزل ثلاث أسابيع.
مضى نحو أربعة اشهر على التعافي، فظن أن بمقدوره العودة للعمل وممارسة حياته بسلاسة مع استئناف العام الدراسي.
الإصابة بالكورونا مع مرور الوقت وتفشي الوباء عالميًا بشكل واسع صار من الصعب تحديد مصدر عدوتها بشكل دقيق- كما صرحت منظمة الصحة العالمية-، وهو مايفسر إصابة فرج مرة أخرى وزوجته بالكورونا بداية أكتوبر الماضي، ورغم اإتاحة الفرصة للعزل داخل مستشفى، إلا أنه آثر تلك المرة الحجر المنزلي، لعدة أسباب كما يذكرها وهي عدم إصابته بالالتهاب الرئوي وانتظام نسب الأكسجين في الدم لفترات طويلة، لكن تكسير العظام وارتفاع الحرارة هو ما أسوء ما مر في التجربة الثانية.
يوضح فرج أنه ينتظر الآن اللقاح الواقي من الكورونا لا سيما أن طبيبه أخبره بمعاناته بنقص حاد في كرات الدم البيضاء، مما يعني ضعف المناعة واستمرار الإصابة مستقبلًا، بعدما أخبره الطبيب أن المرة القادمة قد تودي بحياته بسبب مرض السكري.
أمجد حداد: 10 ملايين مريض سكر حياتهم تحت رحمة كورونا
الخطر الذي يتعرض له "فرج" يقع تحت وطأته نحو 10 ملايين مريض سكري في مصر كما يذكر الدكتور أمجد حداد استشاري الحساسية وأمراض المناعة، وأنهم أكثر استعداد أكبر للإصابة بفيروس كورونا، فجهازهم المناعي أضعف من باقي الأشخاص العاديين لذا سيكونوا الفئة الأولى باللقاح حينما يتواجد.
وحذر "حداد" من الموجة الثانية لخواصها المختلفة مثل الانتشار السريع، ولكن الفيروس نفسه بات في حالة أضعف مما كان عليها خلال الموجة الأولى، والخطورة على مرضى السكر عند الإصابة بفيروس كورونا تتمثل في إرتفاع نسبة السكر في الدم لأرقام عالية مما يسبب الغيبوبات المتكررة، كما أن جرعات علاج السكر ومن يعالجون بالأنسولين يجب عليهم زيادة شرب السوائل بشكل متكرر ويومي بنسب عالية ومنها المياه خصوصا، واستكمال العلاجات الخاصة بهم، وعند الشعور بأعراض الإصابة بالفيروس، فيجب استشارة الطبيب المعالج فورا لا سيما أن جهازهم المناعي ضعيف، ونسبة الوفيات بينهم حول العالم تجاوزت 7%.
أشرف عقبة: مريض السكري لا يجب عليه اتباع برتوكول علاج بدون استشارة طبيب
وفي ذات الإطار حذر الدكتور أشرف عقبة رئيس قسم المناعة والباطنة جامعة عين شمس، مرضى السكري دون غيرهم من "كوفيد_19"، لعدة أسباب أخطرها تعرضهم لمضاعفات سريرية عن الإصابة تضطرهم للعزل داخل المستشفى فلا يصلح لهم المنزلي، فيرتفع مستوى السكر والجلوكوز في دمهم بشكل متكرر ومتوتر بسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج كورونا مثل فافيبيرافير.
لذا وجه " عقبة" عدة نصائح لمرضى هذا الداء المزمن عند إصابتهم بفيروس كورونا تتلخص في فحص مستويات السكر لديهم بانتظام باستخدام مقياس الجلوكوز 2-3 مرات في اليوم، إذا كانت مستويات السكر أعلى من 130 (صائم) وما فوق 170 (ساعتان بعد الطعام)، فيجب عليهم مراجعة الطبيب، ويفضل أن يكون طبيب الغدد الصماء حيث قد يلزم تغيير الجرعة أو الأدوية لعلاج مرض السكري، سيحتاج بعض المرضى إلى الأنسولين مؤقتًا على الأقل أثناء تناولهم للستيرويدات لعلاج عدوى كورونا.
وعند الدخول في عزل منزلي يجب عليه اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والالتزام بالروتين، واختيار الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والدهون المشبعة والدهون المتحولة والسكر والملح، واتخاذ خطوات لإدارة التوتر فهو يزيد من السكر بشكل واضح وكذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، وتناول الدواء حسب تعليمات الطبيب وتجاهل أي برتوكول علاج متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.