أطفال من أجل التعليم.. «الدستور» تُوثق رحلة أصغر معلمة في مصر
مجموعة من الصغار، يسعون للتعلم، يؤمنون فقط أن تحقيق الأحلام سوف يتحقق مهما طال الوقت، ومهما كانت الظروف، فعلى الرغم من انتشار الجائحة العالمية التي هزت كل كبير وصغير، وبالرغم من إلغاء الذهاب إلى المدارس والجامعات، واقتصار التعليم على استخدام الحواسيب الإلكترونية، استطاع مجموعة من الأطفال برئاسة طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا، أن يبنين لأنفسهن صرحًا موازيًا من أجل تلقى المواد الدراسية المختلفة.
القصة بدأت منذ سنة تقريبا عندما وجدت "ريم خيرى" صاحبة الـ12 عامًا مجموعة من الأطفال يلعبون في الشارع لعبة "أستاذ وأبلة"، فعرضت عليهم أن تقوم بالتدريس لهم مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات، واستخدام الكحول من أجل التطهير.
وجدت ريم كما تقول لـ"الدستور" الحب والشغف، الإحساس بالمسئولية المجتمعية في أن تكون عضوة نافعة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، فهي فتاة تمتلك كل مقومات النجاح، تنمى ذاتها، وتمتلك مجموعة من المهارات تمكنها من أن تصبح أصغر معلمة لمجموعة من الأطفال، كل هدفهم هو تعويض نقص لديهم، فهم لا يستطيعون الذهاب إلى مدرستهم، لا يستطيعون تلقى دروسهم كما كان الأمر في الماضي، فقط الخوف يتملكهم وذويهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وكما يقال دائما "أن الإبداع يخلق من رحم المعاناة"، فتلك الطفلة الصغيرة التي تقطن قرية أتميدة بمحافظة الدقهلية عانت من بعض الظروف السيئة وانفصال والديها منذ 7 سنوات، لكنها مصممة على تحقيق هدفها وهو أن تصبع معلمة ذات طابع خاص، تربى أجيالا، وتعلمهم الحب والاتقان، وفعل المستحيلات مهما كان التوقيت، ومهما كانت الصعاب، فهي تتقن أجزاءً من القرآن، وتمنح الأطفال مجموعة من الحصص، في اللغة العربية والإنجليزية والرياضات.
لم تغب تلك الصورة المثالية عن عيون من يبحث دائما عن الاختلاف، ومن هنا قرر المصور محمد نصر أن ينتهز تلك الفرصة، ويلتقط مجموعة من الصور الرائعة التي وجدها مادة خصبة من أجل التوثيق، وقام بالتركيز على تفاصيل الوجوه، تسارع الأطفال "من سيكون الأول في الإجابة عن الأسئلة"، من سيستحوذ على إعجاب المعلمة الصغيرة، ومن سيكون الطالب المتفوق، ومن سيكون صاحب الحس الفكاهي في تلك الجلسة التعليمية.
اهتم المصور بتوثيق الطباشير، السبورة، الأحذية، الحماس الذى وجده في عيون أطفال تتراوح أعمارهم ما بين أربع وتسع سنوات، وقد كان له أكبر الأثر في نفسه، فقد كان سعيدا بكل ما يحدث في قرية صغيرة، ومكان يسع ليكون صرحا تعليميا، ينشئ جيلا يعرف ماذا يريد أن يكون.