أرض الميلاد.. قساوسة فلسطينيون يكشفون كواليس احتفالات العيد في ظل كورونا
جاءت أعياد الميلاد هذا العام، فى ظل انتشار وباء أثر على العالم أجمع وخلف الملايين من الضحايا، فهل سيكون هناك احتفالات هذا العام لتكون بارقة أمل جديدة من خلال الدعاء أثناء الصلاة؟.
ولنتعرف أكثر على طقوس الأعياد فى بعض دول المنطقة ومنها الأراضى الفلسطينية وهي التي شهدت معجزة الميلاد، والعادات والتقاليد التي تميزها دون غيرها، وهل سيكون هناك اختلاف هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
تواصلت "الدستور" مع عدد من رجال الدين المسيحى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، للتعرف منهم على الإجراءات التى ستتخذها الكنيسة أثناء احتفالات العيد.
-المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
هنأ المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، من بلدة الرامة بالقرب من مدينة الناصرة، كل المحتفلين والمعيدين بعيد الميلاد المجيد سواء كان حسب التوقيت الغربى أو الشرقى فى 7 يناير المقبل.
قال المطران حنا: "نحن نهنئ المحتفلين والمعدين وخاصة أن العيد هذا العام يأتى فى ظل أجواء محزنة مؤلمة بسبب الجائجة وبسبب انتشارها".
وأضاف المطران حنا لـ"الدستور"، أن هناك إجراءات احترازية وقائية صحية متخذة فنحن أيضا ككنيسة نلتزم بها ويهمنا كثيرا صحة المؤمنين كما تهمنا صحتهم الروحية تهمنا صحتهم البدنية.
وتابع المطران حنا: "هذا العام سيتم الأخذ بعين الاعتبار بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية الصادرة عن المسؤولين حول الوقاية من هذا الوباء فى الاحتفالات الدينية ببيت لحم سيكون فهناك إجراءات لمنع تفشى الوباء ولمنع ازدياد رقعة المصابين بهذا الوباء"، موضحا أن هذا العام سيكون هناك تحديد لأعداد المصلين ممن سيشاركون وسيتمكنون من الدخول لكنيسة المهد وغيرها من الكنائس فسيكون العدد محدود طبقا لمساحة الكنيسة نفسها.
وتابع: "نحن نحترم كل الإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة وندعو أبنائنا على أن يحافظوا على صحتهم وعلى كل هذه الإجراءات والقرارات وان شاء الله العام الجديد 2021 يكون حامل لبودار الامل بإنتهاء هذه الجائحة".
واختتم المطران حنا: "متفائل أن العام الجديد ومع إطلالة العام الجديد سوف ندخل فى مرحلة جديدة مرحلة القضاء على هذا الوباء والعد التنازلى لهذا الوباء وهذا ما نتمناه وما ندعو الله من أن يتحقق أن تزول تلك الجائحة حتى يعيش الناس حياتهم الطبيعية وأن يكونوا بخير وأمان وسلام وكل عام وأنتم بخير".
-المطران منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثرى فى فلسطين
وقال المطران منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثرى فى فلسطين، إن هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، وستختصر الصلوات على عدد قليل جدا من المصلين نظرا للظروف التى تمر بها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وأضاف يونان لـ"الدستور"، أن القوانين والإجراءا الاحترازية حددت أن أعداد المصلين تكون بين الـ20 إلى 30 شخص فقط على الأقل، مشيرا إلى أن الطقوس فى القدس وبيت لحم تختلف وسنقوم بالمراسيم الضرورية فقط، وسيقوم البطريرك بالدخول ومعه عدد محدود جدا، موضحا: "فى الكنيسة اللوثرية الصولات راح تختصر جدا وستكون بليلة العيد فقط بحضور 20 شخص فقط، مقتصرين برجال الدين، عقب أن كان الحضور فى هذه الليلة يتجاوز الـ700 مصلى".
وأشار يونان إلى أن هذا العيد استثنائى مقارنة بالأعياد السابقة، والعيد يكون فى بهجة بيت لحم، وتتميز الأعياد ببيت لحم بالبهجة والسعادة من خلال تعليق الزينة وشجر الميلاد، متابعا "نحن لا نريد أن نأخد الفرحة من اولادنا وأبناء شعبنا وخاصة أن شعبنا يعيش تحت خوف من كورونا وتحت الاحتلال ونريد دايما ندخل بهجة عيد الميلاد الى بيوتنا وكنائسنا وعلى أطفالنا وبلادنا كلها".
وتابع يونان: "من الضرورى إدخال هذه البهجة على بيوتنا وأطفالنا، والبهجة هذا العام ستكون بالبيوت وستكون مختصرة جدا على الأسرة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من البيوت ستقيم الصلوات من بيوتهم وستقوم بتوزيع الهدايا وسانات كلوز فنحن لا نريد حرمان اطفالنا من بهجة العيد".
واختتم: "أكبر هدية هو تجسد الرب يسوع المسيح فى بيت لحم، جاء المسيح ليخلصنا من كل شئ يخلصنا من كورونا والعنصرية والاحتلال، فهو محررنا جميعا يخلصنا من خطايانا، كل عام وانتم بخير ادامكم الله خيرا وذخرا لنا وان شاء الله يستطيع الناس العام القادم الذهاب إلى الخدمات مع بعضهم البعض ويرجعوا هذه الايام الجميلة".
- فلسطيني من الضفة الغربية يف طقوس أعياد الميلاد في ظل كورونا
فيما قال صخر سامى مواطن من قرية اسمها الزبابده فى قضاء مدينة جنين بالضفة الغربية، إن هذا العام بسبب كورونا ما في أعياد، ومعظم الصلوات ستكون كلها عن طريق الإنترنت، وهذا للمصلين والمعيدين الذين يودون الصلاة من البيت.
وحول الطقوس والنشاطات التى يقوم بها خلال فترة العيد، قال صخر: "أنا شاب متزوج، نتجمع بمنزل العائلة ليلة العيد، وتنظيم حفلة بالمنزل، وتحضير وجبات عشاء، واليوم الثانى تتجمع الأسرة على وجبة الغداء، وهذه الطقوس السنوية الطبيعية، ولكن هذا العام قد تختلف قليلا بسبب كورونا.
وعقب الصلاة صاح العيد، تتعايد الأسر الفلسطينية، وتبدأ الزيارات المتبادلة بين الأهل، وفي الوضع الطبيعي بكون قبل الأعياد في بازار يكون في نشاطات كتير وزوايا، وألعاب، وهدايا، وبابا نويل، ولكن هذا العام كل هذه النشاطات ممنوعة بسبب كورونا.
ولفت إلى أن أشهر المأكولات الفلسطينية الحاضرة بالعيد هى المشاوى، التتبيلة مع الدجاج، الرايب والحلويات الفلسطينية.