حشيش وتعذيب وانتهاك.. ظاهرة «العنف ضد الأطفال» تتوحش
تداول مستخدمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مقاطع مصوَّرة لأطفال يتعرضون للتعذيب على أيدي آبائهم، آخرها تعرُّض طفل عمره 6 سنوات للتعذيب على يد والديه في حي الهرم بمحافظة الجيزة، شمالي البلاد، إذ أطفآ السجائر المشتعلة في جسده وأجبراه على التدخين.
وانتشر فيديو ثان على «فيسبوك» لشخص يجبر طفلة على تدخين الحشيش ويلامس مناطق حساسة من جسدها، فيما تصوِّر والدتها الواقعة.
الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، يعلق على هذه الظواهر قائلًا إنَّ سلوك بعض الآباء في تعنيف أو عقاب أبنائهم بهذه الوحشية يعد خللًا نفسيًا كبيرًا وظاهرة تحتاج لنشر مزيد من الوعي حول كيفية تربية الأبناء وخلق جيل سليم نفسيًا.
وأضاف «هاني» أنَّ الطفل الذي يتعرَّض للتعذيب من والديه يعيش مقهورًا نفسيًا واستخدام العنف والقوة والقهر يلغي شخصية الطفل ويجعله أداة يتم تحريكها دون أي إرادة منه أو اختيار فقط؛ لأنه خائف، فضلًا عن أن الشعور بالرعب والخوف والقهر أمور تجعل الطفل بين أحد أمرين؛ إما أن يهرب من المنزل للتخلص من القهر والعنف والإهانة والتعذيب المستمر، وهنا تأتي ظاهرة أطفال الشوارع، أو أنه ينحرف أخلاقيًا وفكريًا بالصورة التي تصل به في يوم من الأيام إلى ضرب والديه للانتقام لنفسه من سنين مضت تحت الضغط والعنف والقهر.
واعتبر أن العنف ضد الأطفال في الآونة الأخيرة يعود إلى أسباب عدة من بينها عدم امتلاك الأسرة الأسس الأخلاقية ومبادئ التربية السليمة وافتقاد أدنى درجات الثبات الانفعالي.
وأضاف أنَّ بعض الأسر قد تجد في العنف غير المبرر ضد أطفالها طريقة التنفيس عن ما تعانيه من ضغوط نفسية أو مادية أو حتى ضغوط العمل، مشيرًا إلى أنهم يجدون في الأطفال السبيل لهذا التنفيس عن كل هذه الضغوطات فيتسببون لهم في هذا الكم من الألم النفسي والبدني؛ ولا يدركون حجم الكارثة في خلق طفل غير سوي نفسيًا ويعاني من اضطرابات سلوكية قد تنعكس على المجتمع في الكبر.
ويضع استشاري الصحة النفسية عقوبات بديلة لتأديب الأبناء وتهذيب سلوكهم بدلًا من استخدام الضرب والعنف ضدهم وأهمهما الحرمان العاطفي وهو أن يقوم أحد الأبوين بحرمان الابن من الأشياء التي يحبها لفترة معينة كالموبايل أو المصروف أو تأجيل رحلة أو ما شابه ذلك، رافضًا استخدام الضرب في أسلوب التربية لما يأتي به من نتائج عكسية ضارة وغير مؤدية للإصلاح.