مسؤول سابق بالمخابرات الأمريكية: «آن الأوان لمحاسبة قطر»
نشرت صحيفة واشنطن تايمز تقريرًا لـ سام فاديس ضابط العمليات السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" والمحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأوروبا، حول مستقبل الولايات المتحدة خلال الإدارة الجديدة وموقفها من إمارة قطر.
وأكد التقرير أن قطر لا تزال دولة منعزلة نائية، حيث تواصل العمل على تمكين جماعة الإخوان المسلمين وتقديم الدعم المالي لها، وترعى الجماعات الإسلامية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا، وهي تواصل دعم حماس ودعم الإرهابيين في القرن الإفريقي.
وأضاف فاديس أن الدوحة دعت القوات العسكرية التركية الجديدة بقيادة رجب طيب أردوغان إلى بناء قواعد على أراضيها، كما تحالفت قطر مع إيران، وأدت هذه الممارسات إلى قيام العديد من الدول العربية بمقاطعة قطر اقتصاديا ودبلوماسيا.
وتابع فاديس "في نفس الوقت، وبشكل غير ملائم، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية ضخمة في قطر، وتتصرف كما لو أن الدوحة حليف موثوق، ويمكن الاعتماد عليه لدعم القوات الأمريكية في أي أزمة مستقبلية".
وأوضح فاديس أن هناك ما يزيد عن 11000 جندي أمريكي يتمركزون في قطر داخل قاعدة العديد الجوية الضخمة.
وأشار فاديس إلى أن مركز العمليات الجوية المشتركة في القاعدة الأمريكية يوفر القيادة والسيطرة لمعظم العمليات الجوية في جميع أنحاء العراق وسوريا وأفغانستان و17 دولة أخرى.
وتابع فاديس "باختصار، تمتلك الولايات المتحدة حاليا وجودا عسكريا هائلا في دولة تعارض سياساتنا بشكل متزايد وقد تسمح لنا أو لا تسمح لنا باستخدام قواعدنا باهظة الثمن في قطر في أي أزمة مستقبلية".
ولفت فاديس إلى أن الأمر يحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على الموقف الذي تعرضت له واشنطن في قاعدة إنجرليك في تركيا، حيث منع الأتراك قوات أمريكية من العمل في الماضي وفي الفترة الأخيرة، تعالت أصوات تطالب بإغلاق القاعدة الجوية الأمريكية بالكامل.
ورأى "فاديس" أن إعادة النظر في الوجود الأمريكي في قطر لا تعد مجرد خطوة سياسية وأمنية وطنية حكيمة فحسب، بل إن لها جدوى واضحة من منظور مالي أيضا.
وأكد فاديس فى تقريره أن هناك بدائل قوية لنقل القواعد الأمريكية خارج قطر، وفي عام 2018، درس الكونجرس إمكانية نقل القواعد الأمريكية إلى مواقع أخرى في دول مثل الإمارات أو الأردن أو العراق أو البحرين.
وأكد "فاديس" أن الإمارات أو البحرين ستكون خيارات رائعة، حيث إن هناك بالفعل وجودا عسكريا في كلا البلدين.
وشدد فاديس على ضرورة القيام بتحرك الان وفقا لهذه المعطيات، متابعًا "إن الاستمرار في التظاهر بأن سياسات قطر تتماشى مع سياساتنا الأمريكية ومصالح شعوب الشرق الأوسط يؤدي إلى نتائج عكسية في أحسن الأحوال، يصنع العرب والإسرائيليون السلام ويضعون الماضي وراءهم، فيما اختار القطريون الوقوف في وجه هذا الأمل الجديد عبر انضمامهم إلى قوى الانقسام والعنف، التي سادت المنطقة لفترة طويلة"، على حد قوله.
وختم فاديس قائلا: "ان أوان الاعتراف بأن هناك تعارضا بين سياسات واشنطن والدوحة، وقد حان وقت محاسبة قطر".