«نجم البحر».. منشق فرنسى عن الإخوان يكشف طرق الجماعة للانتشار فى الغرب
◄محمد لويزى: أي عضو ينتمي للإخوان لا يمكن أن يكشف علانية عن انتمائه للحركة في دول أوروبا
◄القطري جاسم سلطان أول من تبنى نموذج نجم البحر لمضاعفة تنظيمات الإخوان إقليميًا ودوليًا
◄لا يمكن إغفال خطورة التنظيمات التابعة لتركيا.. والخلايا شبه المستقلة أمثال طارق رمضان في التأثير على الغرب
أكد الكاتب والباحث الفرنسى من أصل مغربى، محمد لويزى، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، أنه لا توجد جماعة في الغرب تعترف بصلاتها الأيديولوجية والعضوية مع جماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا أن أي عضو ينتمي للإخوان لا يمكن أن يكشف علانية عن انتمائه للحركة في دول أوروبا وأمريكا.
وأضاف لويزي في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، إن كلمة السر التي يعطيها الإخوان المسلمين لجميع الأعضاء الجدد في الحركة، ولجميع المجندين الجدد، هو الحفاظ على ولائهم للجماعة، فضلًا عن الحفاظ على السرية، مشيرًا إلى أن ثقافة السرية هى جزء من أساسيات التلقين الأيديولوجي داخل جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد لويزي قائلًا: "إنك لن تجد أبدًا من يخبرك بأنه إخوان مسلمون عندما يكون كذلك، موضحًا أن هذه الصعوبة العقائدية والسلوكية من شأنها أن تمنع الدول الأوروبية من طرد الهياكل المنتمية للإخوان بشكل فعال".
وتابع: "منذ نشأتها، كان هيكل جماعة الإخوان المسلمين هرميًا ولا يزال بطريقة ما، ولكن كان هناك نموذج تبنته الجماعة فترة من الوقت وهو نمط العنكبوت الذي ينسج شبكته ويتغذى على الفريسة المحاصرة، ولكن أدرك الإخوان أن هذا النموذج خطير من الناحية الأمنية، لأن قطع رأس العنكبوت هو بمثابة حكم بالإعدام على المشروع الإخواني بأكمله وعلى التنظيم الدولي بأكمله".
وأشار "لويزي" إلى أن السبب وراء اقتراح كبار الاستراتيجيين ومفكري جماعة الإخوان، ولا سيما القطري جاسم سلطان، الذي قام بفكرة عبقرية لخداع الغرب والمجتمع الدولي عن طريق حل الفرع القطري للإخوان المسلمين عام 1999، واستبدال ذلك بدمج متخفي في المجتمعات، وقام الإخوان بتنفيذ مخطط أكثر خطورة لمضاعفة عدد الهياكل والجماعات والتنظيمات الخاصة بالإخوان للتأثير، مع أخذ كل الاحتياطات بحيث تظهر غير محسوبة على تنظيم الإخوان وبالتالي لا يتم تحديدها على هذا النحو في المجتمعات ويصعب تتبعها.
ووصف "لويزي" نموذج التخفي في جماعات لا تعلن عن نفسها أو انتمائها للإخوان بنموذج "نجم البحر"، لأنه حين تقطع أحد أذرع نجم البحر فإنه لا يموت بل يجدد ذراعه المقطوعة بأخرى وتنمو ذراع جديدة وتتجدد ويتحول الجزء المقطوع من الذراع بدوره إلى نجم بحر جديد مستقل وما إلى ذلك، في نوع من التكاثر للتنظيمات التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان العابر للحدود.
وحذر" لويزي" من جماعات أخرى مرتبطة بالإخوان، وقال: "يجب ألا نغفل وأن نقلل من النشاط المحموم للفروع التابعة لتركيا في دول الغرب"، موضحًا أن اختلافات الجماعات المتأثرة بالإخوان التكتيكية لا تطغى على اتفاقياتهم السرية الضمنية وتضامنهم المستمر وتقاربهم الذي يهدف إلى نفس الهدف البعيد، ولكن بوسائل وأدوات مختلفة، مؤكدًا أن جماعات الإسلام السياسي واحد وغير قابل للتجزئة، إنها سلسلة متصلة أيديولوجيًا وتاريخيًا وجغرافيًا وماليًا وتشغيليًا وعاطفيًا.
وقال "لويزي" إن هناك خلايا إخوانية شبه مستقلة منتشرة دون أن تعرف الحكومات الغربية إلا مؤخرًا، ومنهم طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا، وهو أحد القادة الإخوان، في فرنسا وأوروبا وهو ضمن الخلايا والرموز الإخوانية التي تسللت شبكتها إلى الأحزاب السياسية والنقابات ومكاتب تحرير الصحف والمواقع الإخبارية على الإنترنت ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والبلديات وجمعيات حقوق الإنسان ووحدات التدريب والبحث وكذلك الكليات والجامعات والمراكز البحثية.
يذكر أن "لويزي" كان أحد الشهود في جلسات لجنة الشيوخ الفرنسي للتحقيق حول جماعات الإخوان فى فرنسا، التى كشفت في تقريرها الختامي عن أنشطة جماعة الإخوان فى فرنسا وتأثيرها وخطورتها، الذي اطلع عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبدأ بعدها سلسلة مهمة من الإجراءات ضد نفوذ الإخوان والتمويلات الخارجية للجماعات الإخوانية في فرنسا.