سياسي سوري: الحرب كلفت بلادنا نحو 300 مليار دولار.. و«قيصر» عقوبة للشعب (حوار)
كشف السياسي السوري، زاهر اليوسفي، عن خطة الجيش العربي السوري لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة، وكيفية التعامل مع القوى الأجنبية في دمشق.
وقال زاهر في حواره لـ"الدستور" أن الحرب السورية منذ العام 2011 كلفت البلاد نحو 300 مليار دولار أمريكي، والشعب وحده هو من يتحمل تلك الفاتورة الباهظة، مؤكدا أن الجيش استطاع استعادة العديد من المناطق من هيمنة المليشيات الإرهابية.. وإلى نص الحوار.
• في البداية.. ما أبرز المناطق المتبقية تحت سيطرة المليشيات المسلحة حتى اليوم في سوريا؟
- هناك نحو أكثر من نصف مساحة محافظة إدلب وقسم من ريف حلب الشمالي والغربي وقسم من ريف الرقة وديرالزور تحت سيطرة ميليشيا جبهة النصرة وأخواتها، أما مسلحو ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يسيطرون على قسم من ريف حلب الشمالي وريفي الرقة والحسكة، الأول مدعوم تركيا والثاني من أمريكا.
• وكيف استطاع الجيش السوري استعادة معظم الأراضي التي استولت عليها المليشيات؟
- استطاع الجيش العربي السوري تطهير كثير من المناطق في إدلب وحماه وحمص وحلب عن طريق العمليات الحربية الناجحة بمؤازرة القوات الرديفة والحلفاء، وتمت عودة مناطق أخرى في درعا وريف دمشق من خلال التسويات عن طريق الوسيط الروسي أو العناصر المحلية.
• وماذا عن خطة الجيش السوري لاستعادة باقي المناطق؟
- ينتظر الجيش العربي السوري بوادر حل سياسي يتم من خلاله تحرير كل الجغرافيا السورية وإلا فإن قرار الحسم العسكري جاهز على الطاولة.
• وبخصوص الوجود الأجنبي في سوريا، ما هي وسيلة التعامل معه؟
- حاليا يتعامل الجيش السوري مع التواجد الأمريكي بحذر بالغ. يتعاون مع الحلفاء ولكن في الوقت نفسه تدعم الدولة بوادر الانتفاضة الشعبية ضد المحتل والمقاومة المحلية ضد هذا الوجود اللاشرعي، ويمارس الجيش سياسة ضبط النفس بانتظار توجهات القيادة الأمريكية الجديدة ليقرر الخطوة التالية.
• ما توقعك لسياسة الرئيس الأمريكي الفائز في الانتخابات جو بايدن تجاه سوريا وهل تختلف كثيرا عن دونالد ترامب؟
- الاثنان وجهان لعملة واحدة ينفذان سياسة إدارة عليا، بينما الفارق بينهما أن ترامب أكثر جنونا وبايدن أكثر صهيونية.
• وكيف سيتعامل الجيش السوري والحكومة مع الاحتلال التركي لمناطق شمالي البلاد؟
- الجيش والحكومة السورية يتعاملان مع الاحتلال التركي عبر الوسيط والحليف وضماناتها وأرى أنه إذا استمر التركي في المراوغة والكذب فالحل العسكري هو البديل المطروح.
• هل هناك أرقام عن حجم الدمار الذي خلفته الحرب في سوريا منذ ٢٠١١؟
-تتحدث الإحصائيات عن حجم الدمار الذي خلفته الحرب في سوريا ضد الإرهاب تبلغ نحو 300 مليار دولار أمريكي، وأعتقد أن الرقم أكبر بكثير حسب ما نشاهده سواء في المناطق التي حررها الجيش أو المناطق التي يتواجد فيها الإرهاب، وحسب الدراسات الحكومية فإن أحياء حلب الشرقية وحمص وريف دمشق وريف ادلب الجنوبي الشرقي هي الأكثر تضررا.
• كيف ترى فرض واشنطن قانون قيصر على سوريا وتداعياته الاقتصادية والسياسية؟
- قانون "قيصر" عقوبة للشعب قبل الدولة وتحاول الحكومة جاهدة الالتفاف عليه لتأمين المواد الأساسية للشعب وتعزيز صموده، فقد أثر هذا القانون الظالم على مستوى معيشة المواطن بشكل كبير.
• هل هناك مبادرة سياسية جديدة من قبل الحكومة السورية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات؟
- المبادرات السياسية للحل من جهة الدولة لم تتوقف يوما واحدا وهي المفضلة عن الحل العسكري الذي سيؤدي إلى مزيد من الدمار والتهجير، وآخرها كان مؤتمر إعادة المهجرين منذ أيام في دمشق وشاركت فيه دول صديقة ومنظمات وفعاليات دولية وجهات أهلية ورجال أعمال، وحاربه أعداء سوريا الذين لا مصلحة لهم في نجاح أي مبادرة أو حل للأزمة في سوريا.