منها الفتة والملوخية.. حكاية أشهر 7 أكلات مصرية
تزدهر مصر بالكثير من الأكلات الشهية والتي يعود أصلها إلى تاريخ حضارة معينة شكلت وعي غذائي عند شعبها، وتفنن المصريون فى عمل الكثير من الأطباق منها أكلات كانت تقدم للملوك فقط، مثل الملوخية، وأطباق ابتكرها أهل الصعيد لتصبح من أشهر الأطباق المصرية التى تزين المائدة فى البيوت المصرية.
بالإضافة لما شهدته هذه المنطقة الخصبة من إمبراطوريات وحضارات بشرية عدة جعلتها من أكثر مناطق العالم زاخرة بالتاريخ الإنساني. أثبتت الدراسات الحديثة فوائد طعام البحر المتوسط الكثيرة لصحة الإنسان.
تشمل سمات النظام الغذائي في هذه المناطق ارتفاع كميات زيت الزيتون والبقوليات والحبوب والفواكه والخضروات مع كميات معتدلة من منتجات الألبان والسمك بالإضافة إلى كميات منخفضة من اللحوم. ويعتبر الشرق المتوسط منطقة زاخرة بالعديد من المأكولات الغنية بالمكونات والطعمات الفريدة.
• أم علي:
ترتبط حلوى أم على، بإحدى القصص الشهيرة لـ"شجرة الدر"، التي كانت جارية لدى السلطان "الصالح أيوب" وتزوجها في مصر، ثم توفي بعدها، حتى استلمت شجرة الدر مقاليد الحكم فى مصر، ومع المعارضة الشديدة التي واجهتها حينها، قررت الزواج من الأمير "عز الدين أيبك" الذي تزوجته ومارست الحكم من خلاله، فكان خاضعا لسيطرتها وأرغمته على هجر زوجته الأولى أم ولده "علي" وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها، وحين بدأ "عز الدين" يغضب من حكمها، أعلنت "شجرة الدرّ" أن "المعزّ لدين الله أيبك" قد مات فجأة ليلًا.
ولكن المماليك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى زوجة عز الدين أيبك الأولى "أم علي" التي أمرت جواريها بالتخلص من شجرة الدر وقتلها، ففى واقعة شهيرة قاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام، وبعد موتها قامت الزوجة الأولى لعز الدين "أم علي" بعمل حلوى الثريد التي سميت لاحقا بحلوى "أم علي" ووزعتها في أنحاء البلاء ولا تزال منسوبة لها حتى الآن.
• الفتة
أيضًا لم يفت على المصري القديم اختراع طبق الفتة الشهي اللذيذ، حيث يشير الكثير من المؤرخين إلى أن الفتة أصلها فرعوني، أى أن القدماء المصريين أول من حضروا هذا الطبق، وأطلقوا عليه اسم "فتة" لأنه كان يصنع من فتات الخبز المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، وكانت تعد من الوجبات رفيعة المستوى لاحتوائها على عناصر غذائية عالية، تقدم للملوك الفراعنة، وهذا ما اكتشفه أيضًا علماء الآثار، حيث أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ تحكيها نقوش معبد "سوبيك"، التي تروى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وحشته بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقطعته، ووزعته في عيد الإله، احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.
• الملوخية اختراع مصري
أيضًا من الأطباق المصرية الشهيرة، التى ابتكرها المصرى القديم، وتعود قصة الملوخية إلى أنها كانت تسمى "الملوكية"، لأنها كانت تقدم للملوك فقط، وهناك رواية أخرى أن الفراعنة كان يعتقدون أن الملوخية عبارة عن نبات سام وأطلقوا عليه اسم "خية" أى "الخية"، وعندما احتل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناول "خية" وأضافوا لها "ملو"، ولكن عندما تناولها المصريون وجدوا أنفسهم ما زالوا على قيد الحياة بل ووجدوها طبق لذيذ فهى ليست سامة كما يعتقدون واستمرت حتى الآن فى البيوت المصرية، حيث لا تخلو سفرة منها لطعمها الشهي ونكهتها اللذيذة.
• الطعمية أو الفلافل
من أشهر الأكلات المصرية الأصيلة، التى يفضل تناولها المصريين فى وجبة الإفطار، فتروى الكتب التاريخية، أن أول من هّم بتناول الفلافل، هم الفراعنة، بعد تناولهم للفول، حيث ظهرت عدد من الرسومات الأولى للطعمية على نقوش مقابر وادي الملوك وكذلك طريقة دش الفول وإضافة الخضروات له، وطريقة تحمير أقراص الفلافل، ومع الزمن تفنن المصريون في إعدادها فأضافوا لها مكونات أخرى كالشطة، وهناك رواية أخرى بأن الفلافل، ابتكرها الأقباط المصريين كأكلة يتناولونها فى أيام الصيام بديلة للحوم، فهى مكونة من عدة كلمات "فا لا فل" وهى تعنى ذات الفول الكثير، ويتم تناولها فى أيام الصيام.
• الفطير المشلتت
وهى أكلة أساسية في سفرة الريف المصري، فهى أكلة "فلاحي" كما يطلق عليها البعض، وهي من أقدم أنواع الفطير فى التاريخ، حيث قدمه المصريين القدماء قربان للآلهة فى المعابد، وشهدت المقابر الفرعونية وجود "الفطير" بجوار المتوفيين فى المقابر، لأنه كان يعمل من عناصر لها قيمة مادية كبيرة حينها أبرزها الدقيق، والعسل، والزيت أو السمن، وعُرفت فلاحى فى مصر القديمة باسم الفطير الملتوت "المطبق"، ومع مرور الأيام أصبح الفطير "المشلتت".
• الكشرى
يثبت الكشري حضوره على الموائد المصرية، فى الكثير من الأوقات، كأكلات شعبية مصرية محببة لهم، وذكر الرحالة ابن بطوطة أصل طبق الكشري فى كتابه قائلا: "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، ويتكون الكشري من الأرز، المكرونة، العدس، البصل، صلصة الطماطم، والتقلية، وهناك رواية أخرى أن الكشرى أكلة أو من قدمها هم المصريون، مثلما ورد فى كتاب "الجيبتانا أسفار التكوين المصرية"، الذي يحوي النصوص الدينية لمصر القديمة، وأصل الكلمة "كشير" ومعناها طعام الآلهة، ويستخدمها اليهود بمعنى الطعام الحلال، وهى كلمة مصرية قديمة وليست عبرية.
• البصاره
ويشير المؤرخون إلى أن البصارة أصلها فرعوني وكان يطلق عليها قديمًا "بيصورو" ومعناها الفول المطبوخ، فهى من الأكلات المصرية الشهيرة من العصر الفرعوني، وكانت من الأركان الأساسية للمطبخ المصري على مر العصور حتى وصلت لعصرنا الحالي، ولعمل البصارة يلزم وجود المكونات التالية، الفول والبصل والكرات، فهي الأكلات النباتية اللذيذة الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة للجسم.
• الويكة
وهى من الأكلات التقليدية التاريخية، التي توارثتها الأجيال في صعيد مصر حتى يومنا هذا، لطعمها اللذيذ، وترجع الويكة فى أصلها إلى أهل الصعيد والريف الذين تفننوا فى تقديمها، بأشهى الطرق، وتتكون الويكة من البامية والكزبرة والثوم ويمكن إضافة إليها اللحم.