بوليتيكو: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض إجراءات تجارية ضد تركيا
أكدت بروكسل أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خالف روح الترتيبات التجارية مع الاتحاد الأوروبي من خلال الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وأشار تقرير فى صحيفة بوليتيكو الأمريكية، إلى أنه فى الوقت الذي دعا فيه بعض السياسيون الأوروبيون إلى تعليق كامل للاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، قال مسؤولون ودبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن تعليق ترتيب التجارة الحرة لا يزال غير مرجح ويفضلون نهجا أكثر استهدافا.
وأوضح مسؤولان في تصريحات للصحيفة الأمريكية، أن بروكسل تبحث في تحقيقات مكافحة الإغراق كوسيلة لتضييق الخناق التجاري على أنقرة، وقدم أصحاب شركات من دول الاتحاد الأوروبي شكاوى، ويمكن لبروكسيل أيضا أن تبدأ تحقيقات حول المسألة.
وأشار التقرير إلى أن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لم يرد على سؤال الصحيفة، حول ما إذا كانت بروكسل تستعد لمثل هذا الإجراء، لكنه قال إن دعوات أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية تقوض النوايا السياسية الحسنة التي من المفترض أن تقوم عليها التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، يذكر أن اتفاقيات الاتحاد الأوروبي مع تركيا تنص على تجارة حرة للسلع.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية إن الالتزامات الثنائية، التي التزمت بها تركيا بموجب هذه الاتفاقيات على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الشراكة، والاتحاد الجمركي واتفاقيات التجارة الحرة للزراعة والفحم والصلب ينبغي احترامها بالكامل.
وجاءت الدعوات الأعلى من جانب اليونان وقبرص، اللتين دفعتا الاتحاد الأوروبي لأسابيع إلى فرض عقوبات على تركيا بسبب تنقيبها عن الغاز المثير للجدل في البحر المتوسط.
ودعا الأعضاء اليونانيون والقبارصة، المفوضية الأوروبية إلى النظر في التعليق الكامل للاتحاد الجمركي، لأن تركيا انتهكت مرارا التزاماتها بموجب اتفاقية التجارة تلك، وجاء ذلك عقب دعوة مماثلة من وزير الخارجية اليوناني نيكولاس ديندياس الأسبوع الماضي.
وقالت آنا ميشيل أسيماكوبولو، نائبة رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي، "تركيا سلحت الهجرة والآن أصبحت التجارة سلاحا، ما الذي يجب أن تفعله أيضا حتى نتحرك؟"
وقالت "أسيماكوبولو"، "لن نتاجر مع شخص يبتزنا ويقاطعنا"، ودعت إلى اجتماع للجنة التجارة لمناقشة انتهاكات أنقرة المزعومة بالتزاماتها التجارية، مثل الإخفاق في تبني قواعد مساعدات الدولة الأوروبية والقيود المفروضة على الأدوية الأوروبية، واعترفت بأن التعليق الكامل للاتحاد الجمركي من غير المرجح أن يحظى بدعم دول الاتحاد الأوروبي التي لديها استثمارات مهمة في تركيا.
من جانبه، قال عضو البرلمان الأوروبي بيرند لانج، الألماني الذي يرأس اللجنة التجارية، إنه لا يؤيد قطع العلاقة تماما لأن أولئك الذين تضرروا من مثل هذه الإجراءات غالبا ما لا نرغب في استهدافهم"، مضيفا
أن الاتحاد الأوروبي لديه علاقات اقتصادية مكثفة مع تركيا، بما في ذلك العديد من مصنعي السيارات الموجودين في الموقع، مستدركا "سنطلق النار على أنفسنا".
من جانبها، قال أسيماكوبولو إنه حتى إذا عارضت دول الاتحاد الأوروبي التعليق، فقد يفرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جديدة على تركيا.
وأشار عضو البرلمان إلى أنه بمجرد التهديد بالتعليق، أو مناقشة الأمر في بروكسل يمكن أن يهدد ثقة السوق في تركيا، حيث انخفضت الليرة التركية إلى مستويات قياسية.