«المونيتور»: أخطاء حزب أردوغان تزيد الفجوة بين الشباب والحكومة
أكد موقع "المونيتور" الأمريكي، أن الحزب الحاكم في تركيا ارتكب أخطاء فادحة في التواصل مع الشباب، حيث كشفت المحاولات الأخيرة الفاشلة من الحكومة التركية للتقرب من شباب البلاد، أن الفجوة بين الأجيال آخذة في الاتساع، وربما لا يمكن سدها.
وأشار التقرير إلى أن جيل الشباب في تركيا ليس راضيا عن الحكومة، كما أن المراهقين قلقون بشأن المستقبل بسبب انعدام الأمن الاقتصادي فضلا عن القمع السياسي، ويبدو أن محاولات الحزب الحاكم لكسبهم من خلال مقاطع الفيديو الجاذبة على موقع يوتيوب والخطاب المبالغ فيه حول ماضي تركيا العريق تتراجع بشكل متزايد.
وفي 19 أكتوبر أصدر فرع الشباب في حزب العدالة والتنمية، إعلانًا سياسيًا مدته 3 دقائق يستهدف شباب البلاد، لكن الفيديو، الذي أثار عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي، أدى إلى نتائج عكسية، وتعرض لانتقادات شديدة لكونه، بعيدا عن الواقع.
وصدر فيديو رسوم متحركة بعنوان "من أنت؟" يبدأ البدو بركوب الجمال، والكعبة في الخلفية، ويقول التعليق الصوتي الذي يخاطب الشباب، "أنت شاب، لقد بدأت للتو في العالم، لديك الكثير من العمل والعديد من المشاكل ".
يطرح الفيديو سؤالًا متكررًا على المشاهدين الصغار "من أنت؟" يجيب عليهم، ويقدم أسماء شخصيات من التاريخ الإسلامي والعثماني والتركي، بما في ذلك صحابة النبي محمد، والسلطان عبد الحميد الثاني، والروائي المحافظ سولي يوكسيل سينلر، ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان المعلم السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، ويظهر في الفيديو صورة لأردوغان ويخبر المشاهدين مشجعا "أنت رجب طيب أردوغان".
وقالت ليزيل هنتز، الأستاذة المساعدة للعلاقات الدولية في جامعة جون هوبكنز في تصريحات للمونيتور، "هذا الفيديو هو أحد المحاولات العديدة التي قامت بها حكومة حزب العدالة والتنمية لاستخدام وسائل الإعلام المرئي والمسموع للتعبير عن فهم خاص للأمة التركية ونشره وتنميته".
وأكد الموقع، أن هذا الفيديو مثل العديد من مقاطع الفيديو الأخيرة التي أصدرتها وزارة الدفاع لإحياء ذكرى المعارك التاريخية، وهو يتميز بميل عسكري ثقيل، مع موضوعات الغزو والنصر، وامتدت أفكار النضال إلى الاستشهاد السياسي مع اضطهاد المتدينين بسبب معتقداتهم.
وأشار الموقع إلى أن العديد من الشباب عبروا عن غضبهم من الفيديو وسخروا منه، ووجدوا أن رؤية حزب العدالة والتنمية لا تتحدث عن اهتماماتهم اليومية.
وتم إعادة نشر الفيديو عبر موقع التدوين العالمي تويتر، أكثر من 30 ألف مرة مع ردود بديلة على السؤال "من أنت؟" أجاب البعض بأسماء الشباب الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وذكر آخرون أسماء ضحايا قتل الإناث أو كوارث التعدين أو الهجمات الإرهابية، ورد كثير من الشباب بأنهم ليسوا شهداء ولا أبطال بل مفلسون ويائسون.
وقال يوسف أكين، طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عامًا، "إن السياسيين يصفون الشباب على أنهم مستقبل تركيا لكنهم يدمرون فرصهم في حياة مُرضية".
