المناظرة الأخيرة بين ترامب وبايدن.. الطرفان متعادلان
على غير المتوقع، اتسمت المناظرة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، بالعقلانية والاتزان من الطرفين.
وأسفر الهدوء النسبي الذي خيم على المناظرة، على تعادل الطرفين مثلما يحدث في المنافسات الرياضية التي يقترب بها مستوى المتنافسين.
وعلى الرغم من الاتهامات التي تبادلها ترامب وبايدن، فإن الردود كانت حاضرة دائما لدى كل من الرجلين اللذين يتنافسان على الرئاسة الأمريكية بالانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل، مما حال دون تغليب كفة أحدهما على الآخر.
وظهر على ترامب تخليه عن عادته المتهكمة من منافسه، وسلوكه المقاطع لبايدن، وتبنى نبرة أكثر تحفظا مما كان عليه في المناظرة الأولى في سبتمبر، التي سرعان ما خرجت عن مسارها بسبب المقاطعات المستمرة والإهانات الشخصية من كلا الرجلين، وفقا لفضائية سكاى نيوز عربية.
وأوضح الكاتب والباحث السياسي إيلي يوسف، من واشنطن في أعقاب المناظرة، أن المواجهة الأخيرة لن تتمكن من تغيير مزاج القاعدة الشعبية للرئيس الحالي أو لمنافسه الديمقراطي.
وتابع يوسف، "بعبارة أخرى، فلا أعتقد أنه بالإمكان القول إن هناك فائزا وخاسرا من المناظرة"، على حد تعبيره.
وأضاف يوسف أن الطرفين قدما كل ما يمكن تقديمه في مناظرة مثالية إلى حد كبير، التزمت بكل المقاييس والمعايير التي يفترض أن تحكم هذا النوع من المناظرات بين مرشحي الرئاسة في أكبر دولة بالعالم.
وتابع يوسف "كلا الطرفين كان يحاول إظهار الجانب السلبي للآخر، وأيضا إظهار الخامة السياسية التي ينطلق منها، ترامب كان يسعى إلى جر النقاش إلى الموضوع الذي غالبا ما يكرره لأنه أتى لمواجهة المؤسسة السياسية الأمريكية المستوطنة في واشنطن، وهو بهذا المعنى كان يحاول النيل من بايدن وتذكيره بأنه يمثل هذه الطبقة السياسية المسئولة عن الإخفاقات التي ضربت الولايات المتحدة، وأدت إلى نجاح ترامب".
وختم يوسف حديثه قائلا "السؤال الذي يراهن عليه الطرفان هو: هل نجحا في إقناع المترددين؟ هناك برامج وإحصاءات تحاول لاستنتاج آراء هذه الفئة، لكن لا يمكن معرفة التوجه الجديد لديهم على اعتبار أن ما سمعوه في المناظرة سمعوه على امتداد السنوات الأربع الماضية".