تحويل الشعب إلى «يوتيوبرز».. خطايا أسامة هيكل
جملة من التصريحات الاستفزازية أطلقها أسامة هيكل وزير الإعلام، واعتبرها كبار العاملين في المجال الإعلامي بمثابة دعوة صريحة للشعب المصري– خاصة الشباب- ليصبح اهتمامه الأول بـ«اليوتيوبرز» ويسير على غرارهم دون النظر إلى أهمية الإعلام وما يُمثله من تشكيل الوعي المجتمعي.
دعوة الشباب لعدم الاهتمام بالإعلام
قال أسامة هيكل وزير الإعلام، خلال مشاركته في الموسم الثالث من حوارات «صوت مصر- تغيير الواقع»، إن الأعمار أقل من 35 عامًا ويمثلون حوالي 60 أو 65% من المجتمع لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التليفزيون وإنما يشاهدون فيديوهات متنوعة على أجهزة الموبايل، مضيفًا أنه من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات.
واعتبر كبار الإعلاميين في مصر هذه التصريحات بمثابة دعوة صريحة للشباب بعدم الاهتمام بوسائل الإعلام، والعزوف عن الصحف الورقية ومتابعة التليفزيون.
التأثير على العاملين وصناع الإعلام في مصر
أطلق «هيكل» هذه التصريحات ولم يهتم بمدى تأثيرها على العاملين في قطاع الإعلام بمصر، وكيف يمكن لتصريحاته أن تؤثر سلبًا على صناعة الإعلام التي هي مصدر رزق لعدد كبير ممن يعملون في الصحف الورقية والقنوات التليفزيونية، خاصة وأن هذه التصريحات صدرت من مسئول كبير في الدولة بمنصب «وزير»، حيث تساءل كثيرون: «ما مصير العاملون في الصحافة الورقية والقنوات التليفزيونية؟».
تحويل الشعب إلى يوتيوبرز على غرار أحمد حسن وزينب
دعوة «هيكل» للشباب بترك الصحف الورقية والقنوات التليفزيونية بدت وكأنها دعوة صريحة للشعب المصري– خاصة الشباب- بأن يتحولوا بين ليلة وضحاها إلى يوتيوبرز على غرار أحمد حسن وزينب، يهتمون بالتفاهات على حساب الأخبار والتقارير ذات الأهمية التي تُقدم في الإعلام المصري، فكيف يمكن المساواة بين ما يُقدمه الإعلام من محتوى هادف وخدمي بـ«الفيديوهات المتنوعة» التي تحدث عنها «هيكل» ووصفها بـ«توظيف التكنولوجيا بشكلٍ صحيح!».
الأمر يحتاج لتدخل المجلس الأعلى للإعلام
انتقادات كثيرة وُجهت لأسامة هيكل وزير الإعلام، عقب التصريحات غير المدروسة التي صدرت منه، خاصة وأنه يعد مسئولًا كبيرًا بالدولة، هذه الانتقادات صاحبها تساؤلات غاضبة عن سكوت المجلس الأعلى للإعلام عما يحدث، ولماذا لم يخرج «الأعلى للإعلام» ليهاجم هذه التصريحات التي صدرت عن الوزير وتؤثر على صناعة الإعلام في مصر، بل والعاملين في المجال الإعلامي به، ولا يمثلون عددًا قليلًا.