خفايا علاقات المعزول بإدارة أوباما.. تكشفها رسائل «كلينتون»
هزة سياسية كبيرة أحدثها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفع السرية عن الوثائق التي تسرد نصوص الرسائل الالكترونية التي أطلعت عليها السلطات الاتحادية بعد تفريغ البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
و أزالت هذه الرسائل الستار عن رغبة جماعة الإخوان الإرهابية في السيطرة على الشأن الداخلي للبلاد، لصالح الولايات الأمريكية، وهذا بالفعل ما أوضحته الرسائل التي كانت في نوفمبر عام 2012، فكشفت الرسائل أن شخصا مجهول الهوية أرسل تقرير استخباراتي لـ«كلينتون» بعنوان «السياسة الداخلية في مصر- مساعي مرسي للاستحواذ على السلطة».
كان هذا العنوان نابعا عن اجتماع عقدته الجماعة الإرهابية في الـ 25 من نوفمبر لعام 2012 مع محمد بديع المرشد العام للجماعة حينها، بحضور عدد من الحقوقيين والأكاديميين، يحاولون به تبرير إصدار إعلان دستوري منح فيه «المعزول مرسي» نفسه صلاحيات استثنائية، تضمنت حينها إجراءات تحد من سلطة المحكمة الدستورية في البت بشرعية أو عدم شرعية المراسم الرئاسية.
كاتب هذه الرؤية المشار إليها سلفًا جاء بناءً على ما شهده من مرشد الجماعة ورغبتهم في استغلال التوقيت للوثوب على مفاصل المشهد السياسي حينها، وتمتين الجماعة الإرهابية للسيطرة على الداخل المصري بشكل كامل، وحينها توّقع الرئيس المعزول محمد مرسي وجود بعض الاعتراضات العلنية على توجهاته وتوجهات الجماعة حيال انفراده بالسلطة، وبالفعل وقعت مشادات عنيفة بين أنصار الجماعة ومعترضيها، ووقتها طلب مرشد الجماعة من «مرسي» الجلوس مع القضاة وتهدئهم قبيل انتزاع فتيل التوتر في الشارع المصري.
وعرض المصدر الاستخباراتي في تلك الرسائل المبعوثة لـ«كلينتون» أنه كان هناك تحذيرات داخل الجماعة بشأن القضاة واتجاه الأمور لاصطدام حقيقي، خاصًة أن بعض القضاة حينها علقوا عملهم ونظرهم للقضايا في المحاكم التي يعملون بها، احتجاجًا على إعلان «مرسي» الدستوري، وأعلنت أيضًا حينها عدد من النقابات إضرابًا عن العمل، ووقتها شدد الرئيس المعزول على ضرورة الاعتماد على الشرطة المدنية في التصدي لتلك القلاقل الداخلية وليس وحدات الجيش.
وفي رسالة أخرى بتاريخ 14 سبتمبر 2018، تناول المصدر الاستخباراتي الأمريكي المناقشات التي تمت بين مرسي وعدد من كِبار الدبلوماسيين الأوروبيين، خلال اجتماعه مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وفيها أعرب المعزول عن قلقه من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الداخل المصري، إلى جانب قلقه من رسالة وزير الدفاع له بشأن هجوم عشرات من قبيلة السوراكة في سيناء على قاعدة قوات حفظ السلام في سيناء، وهذه القاعدة تضم 1500جندي تابع للولايات المتحدة من ضمنها جنود أمريكيون.
و في الـ13 سبتمبر لعام 2012، أرسل المرشد العام «بديع» رسالة في وقت متأخر لـ«مرسي» شديدة اللهجة خوفًا من خروج الأمر عن السيطرة ووجود احتجاجات في الشارع المصري، وخطورة إيقاف الإدارة الأمريكية لمساعداتها، لأن هذا سيضر بالتبعية بعلاقة مرسي والقيادة الجديدة للجيش، وبناء على ذلك أصدر مرسي قرارا بضرورة حماية المنشآت الأمريكية والغربية.