الآلاف يهربون من «جحيم كاراباخ» إلى أرمينيا
تواصل الاشتباكات الأعنف بين أرمينيا وأذربيجان معاركها لليوم الحادي عشر على التوالي، رغم الدعوات لوقف إطلاق النار بشكل فوري.
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين عشرات القتلى والجرحى المدنيين مع دمار كبير في البنية التحتية في معظم مقاطعات الإقليم الثماني، خاصة العاصمة "ستيباناكيرت" التي تتعرض لقصف عنيف منذ أيام من قبل القوات المسلحة الأذربيجانية.
وقال تقرير لوكالة "رويترز الاخبارية"، إن المعارك المشتدة بين الطرفين، أرغمت عشرات الآلاف من سكان الإقليم المعروف أيضًا بـ "آرتساخ" على التوجه نحو العمق الأرميني بعد اشتداد حدة المواجهات التي اعتبرها نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا بأنها "ليست سوى استمرار للسياسية التركية بإبادة الأرمن"، في إشارة لدعم أنقرة الصريح لعمليات باكو العسكرية منذ اليوم الأول من النزاع الذي اندلع في 27 سبتمبر الماضي.
وقال آرتاك باغلاريان، مدير "مرصد انتهاكات حقوق الإنسان في آرتساخ"، إن "معظم اللاجئين الذين تركوا الإقليم ووصلوا إلى العاصمة الأرمينية يريفان ومدن أخرى هم من النساء وكبار السن والأطفال، مضيفًا أنه لا توجد أرقام دقيقة عن أعدادهم، لكنها تقدر بعشرات الآلاف ونعتبرهم لاجئين لأنهم انتقلوا من بلد لآخر وهم يحظون الآن برعاية أهلية من مواطني أرمينيا وينبغي على المنظمات الدولية القيام بواجباتها سريعًا وعدم ترك هذه الوظيفة الضخمة ليريفان وحدها".
وبحسب المرصد الذي يديره باغلاريان، فقد قتل ما مجموعه 19 مدنيًا بينهم 7 نساء وطفلة و11 رجلًا وجرح 80 آخرين منذ اليوم الأول من المواجهات العسكرية بين باكو ومقاتلين أرمن أعلنوا انفصال إقليم ناجورنو كاراباخ وإقامة "جمهورية مستقلة" من طرف واحد مطلع العام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال مدير المرصد في هذا الصدد، إن "المدنيين الذين فقدوا حياتهم جراء القصف على عاصمة الإقليم و4 مدنٍ وبلدات أخرى، كان بعضهم في بيوتهم، فيما كان البعض الآخر في الساحات العامة، وكذلك كانوا الجرحى وبينهم 60 أصيبوا بجروحٍ خطيرة وهم 12 امرأة و48 من الرجال".