رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيوخ القضاة يتحدثون عن ذكرياتهم مع حرب أكتوبر

نصر اكتوبر
نصر اكتوبر


مع ذكرى أكتوبر من كل عام، يستعيد المصريون سواء من شاركوا في الحرب أو لا تلك اللحظات بمزيد من العزة والانتصار، والتكاتف المجتمعي في وقت كان الجميع على قلب رجل واحد، ومنهم شيوخ القضاة الذين تحدثوا عن نصر عظيم، أعاد للمصرين هيبتهم، وطالبوا الأجيال الحالية أن تقرأ أكثر عن الحرب وعن المواقف والبطولات التي نفذها أبائهم وأجدادهم.
- فرغلي: كنت في إعارة للسعودية وقطعتها بعد سماع خبر العبور

قال المستشار عادل فرغلي، رئيس محاكم القضاء الإداري الأسبق، بمجلس الدولة، إن "بعد حرب 1967 كانت حالة الشعب سيئة بكل طوائفه، ولا يوجد لدى الشعب أي أمل، وأغلبنا ترك مصر، وأنا ذهبت لإعارة إلى السعودية لأنني كنت فاقد الأمل، إلى أن سمعنا في الإذاعات أن الجيش المصري عبر القناة، كانت فرحة غير طبيعية، وقتها تركت الإعارة، ورجعت إلى بلدي".

أضاف "فرغلي" في تصريحات لـ"الدستور" أنه "لأول مرة لا توجد جريمة سرقة، وكل الشعب تضافر مع بعضه، والعلاقات كانت طيبة جدا بين كل طوائف الشعب لم أرى مثلها ابدا".

وتابع رئيس محاكم القضاء الإداري، أنه "بعد العبور رجع كل المغتربين لمصر، عشان نشوف مصر الجديدة، وكانت من أفضل الأوقات، وأتمنى أن تعود تلك الروح مرة أخرى".

قنصوة: طالبت مدير التفتيش وقتها لو أي حاجة إحنا جاهزين

وقال المستشار محمدي قنصوة، رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق،: "وقت حرب أكتوبر 1973، كنت قد انتهيت من فترة تجنيدي، وكنت في عملي مدير نيابة بني مزار الجزئية بمحافظة المنيا ـ ووقت العبور اتصلنا بمدير التفتيش القضائي، وقال لي إحنا مدنيين وخلينا في عملنا، ولو طلب مننا أي حاجة إحنا موجودين".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،: "كان وقتها لا توجد تليفونات، واتصلت بأهلي لأطمئن عليهم من السنترال، وكنت مكالمة واحدة لأن السنترال كان لخدمة التجنيد وقتها لعدم تعطيل الخطوط، وكنا فقط نتابع الأخبار من الإذاعة، وكانت فرحة عارمة للشعب المصري كله، وأحدث العبور توافق بين كل أطياف المجتمع بمختلف درجاتهم".
خضري: شاركت في الحرب وكنت أدون كل يوم في مذكرة خاصة
وقال المستشار يحيى خضري نوبي، نائب رئيس مجلس الدولة عضو المجلس الخاص، السابق، إنه كان جندي في حرب أكتوبر فرقة المشاة، وكانت خدمته في الإدارة المركزية، وبعد أسبوع من العبور انتقل إلى السويس، مضيفا: "وكانت فترة شاقة عبارة تدريبات ومشاريع حرب، وكانت الروح المعنوية عالية جدا داخل الجيش، وكان هناك إصرار على عودة الأرض".

وأضاف "خضري" لـ"الدستور"، أن "المصريين في الجيش كان يبذلون من العرق والمجهود الكثير، لأن الهدف كان أمامنا عودة الأرض"، لافتا إلى "أنني كنت أحمل مذكرة وأدون كل يوم لي في الجيش من تدريبات ومواقف ومشاريع الحرب".

وتابع عضو المجلس الخاص، أن "فكرة التدوين جاءت لي لأننا كنا نحمل أرواحنا على أيدينا، وكل منا على أتم استعداد أن يفدي بلده بروحه، ووقت العبور كانت فرحة غير طبيعية، وكل المصرين أقاموا احتفالات في كل الشوارع، ولا بد للأجيال الحديثة أن تقرأ كثيرا عن الحرب وعن بطولات أبائهم وأجدادهم في هذا الوقت، حتى يتعلموا منهم الإصرار والعزيمة".