هشام عزمي: عبدالناصر عاش مناصرًا للعروبة مناهضًا للاستعمار
افتتح المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى؛ فعاليات مؤتمر: "جمال عبدالناصر.. تحديات وإنجازات"؛ والذى انطلقت فعالياته فى تمام الحادية عشرة صباح اليوم الإثنين الموافق 28 سبتمبر الحالى؛ بمقر المجلس الأعلى للثقافة؛ بمشاركة نخبة كبيرة من المؤرخين والإعلاميين والسياسيين؛ ويقام المؤتمر فى إطار الاحتفاء بذكرى الزعيم جمال عبدالناصر وبمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيله؛ ويتضمن المؤتمر جلسة افتتاحية وثلاث جلسات بحثية بالإضافة إلى مائدة مستديرة.
تحدث الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، خلال فعاليات افتتاح المؤتمر، قائلًا: "يسعدنى ويشرفنى أن أرحب بحضراتكم في رحاب المجلس الأعلى للثقافة فى مستهل فعاليات هذا المؤتمر المهم، الذى ينعقد تحت عنوان: "جمال عبدالناصر: إنجازات وتحديات"، واسمحوا لى بداية أن أنقل لحضراتكم تحيات معالى وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة إيناس عبدالدايم، التى حالت ارتباطات رسمية مهمة دون تواجدها معنا اليوم".
تابع: "نلتقى اليوم لنحتفل بذكرى رحيل واحد من أبرز زعماء الأمة العربية وأخلصهم على مدى تاريخها.. ذكرى رحيل زعامة نادرة تجاوز تأثيرها كثيرًا محيط دائرتها المحلية، ليكون لها دور لا يمكن إنكاره عربيًّا وإفريقيًّا وإقليميًّا ودوليًّا. ذكرى رحيل أشهر الزعماء العرب فى القرن العشرين على الإطلاق وأكثرهم ارتباطًا بالعروبة والقومية العربية؛ ففى مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 ترجل الفارس عن صهوة جواده بعد أن قضى أيامه الأخيرة، بعد أن بذل جهدًا مضنيًا لرأب الصدع فى جدار العلاقات العربية بعد أحداث أيلول الأسود، ولم يكن ذلك إلا استمرارًا لدور تاريخى وطنى، ورسالة أمن بها الزعيم ووهب لها جل حياته تحقيقًا لحلم القومية العربية، وبعد مرور نصف قرن من الزمان، لا تزال حياة الزعيم جمال عبدالناصر مثارًا للعديد من الدراسات والأبحاث التى تتناول بالرصد والتحليل دور الرئيس عبدالناصر وتأثيره، ومهما تباينت الآراء واختلفت التحليلات؛ فمما لا شك فيه أن جمال عبدالناصر كان علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث".
وأشار إلى أن الزعيم جمال عبدالناصر عاش مناصرًا للعروبة مناهضًا للاستعمار بصوره وأشكاله كافة، كما كان داعمًا للثورات العربية فى ليبيا والجزائر والعراق واليمن، كما كان له دور مهم فى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، كما كان له دور بارز فى تأسيس حركة عدم الانحياز وكثيرة هى إنجازات الرجل؛ فمن مشاركته لحلم التغيير مع غيره من الضباط الشباب بعد أن التقاهم للمرة الأولى فى السودان ليتوجوا حلمهم بتأسيس تنظيم الضباط الأحرار، مرورًا بثورة خالدة فى الثالث والعشرين من يوليو 1952 إلى تأميم لقناة السويس فى 1956 إلى بناء السد العالى بعد كثير من الصعوبات والمعوقات، وبرغم الآثار السلبية لنكسة 1967، وبعد أن جدد الشعب 9 و10 يونيو الثقة فى قائده بعد خطاب التنحى، سرعان ما بدا الرجل فى إعادة بناء القوات المسلحة، ولعل معارك حرب الاستنزاف خير شاهد على الإصرار والتحدي على إزالة آثار العدوان.
وأكمل: "سنظل جميعًا نتذكر ملحمة تدمير "إيلات" ومعركة: "رأس العش" وعملية "الحفار" والغواصة "داكار" وغيرها عشرات من ملاحم البطولة وأساطير التضحية والفداء، التى مهدت جميعها الطريق إلى أعظم انتصار عسكرى شهده التاريخ الحديث فى أكتوبر 1973".
واستطرد: "فى مثل هذا اليوم منذ خمسين عامًا، ومن المفارقات أنه كان أيضًا يوم "إثنين"، التفت الأسرة والأهل والأصدقاء احتفالًا بعيد ميلاد الصبى، بيد أنه سرعان ما توقف الاحتفال وتلاشت كل مظاهره، لتحل محلها كل مشاعر الألم والأسى والخوف والترقب للمستقبل؛ فلقد ظهر الرئيس السادات على شاشة التلفاز ليعلن عن فقدان مصر لقائدها، ولن ينسى الصبى، وكانت الأسرة تقطن فى منزل بحى "لاظوغلى" على مسافة أمتار قليلة من مجلس الأمة، لن ينسی دموع أقرب الأقربين.. ولن ينسى مشاهد رجال ونساء بل وشيوخ أخذوا الشوارع والميادين فى لحظات يكون القائد والزعيم.. كما لن ينسى تلك الجماهير التى رأها رأى العين أثناء جنازة الزعيم بعد أن انتقلت الأسرة إلى منزل أحد الأقارب لتتابع مراسم الجنازة عن قرب.. تلك الجنازة التى كانت واحدة من أعظم الجنازات التى شهدها التاريخ- إن لم تكن أعظمها على الإطلاق- وها أنا ذا أنتهز هذه المناسبة لكى أتوجه بالتحية الخالصة للزعيم فى ذكراه.. تحية خالصة من ذلك الصبى الذى هو أنا".