«السلام في التعليم المدرسي»: قطر تنشر التطرف والعنف من خلال مناهجها
يواصل النظام القطري غرس الكراهية ونشر التطرف والعنف من خلال المناهج التعليمية، يأتي ذلك في الوقت الذي وقعت فيه كل من الإمارات والبحرين معاهدة السلام وإعلان تأييد السلام مع إسرائيل، في خطوة وصفها قادة العالم بـ«التاريخية» من أجل إرساء دعائم الاستقرار والأمن في أنحاء الشرق الأوسط.
وكان معهد «رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي»، والمعني بتقييم الجهود التعليمية في أنحاء العالم لمعرفة مدى مطابقتها للمعايير الدولية المستمدة من منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونسكو»، قد أجرى دراسة موسعة حول المناهج المدرسية القطرية الحكومية، في ما يتعلق بالسلام والتسامح، ودقت نتائجها ناقوس الخطر إزاء ما يتم غرسه في عقول الأطفال من كراهية للآخر منذ نعومة أظافرهم، وهو ما من شأنه أن يدفعهم إلى طريق التطرف والعنف، وفقًا لصحيفة الاتحاد الاماراتية.
فيما أكد رئيس المعهد ماركوس شيف، أن نتائج الدراسة تشير إلى أن المناهج القطرية هي الأسوأ، حتى إذا ما قورنت بالمناهج الإيرانية، مضيفًا: "قطعًا هي الأسوأ في المنطقة، وربما في العالم، في ما يتعلق بنشر مفاهيم الكراهية والتحريض برعاية حكومية".
وأوضح شيف أن نتائج الدراسة تبدو مخيفة عندما ينظر إليها وفقًا لمبادئ رابطة مكافحة التشهير، لافتًا إلى أن الدوحة تروج لجميع صفات معاداة السامية، من الطمع إلى سفك الدماء وإنكار الهولوكوست، وتسمم عقول النشء بأفكار دينية مغلوطة.
وتابع شيف "يتم تعليم الطلاب في المدارس أن اليهود سئموا من عيسى عليه السلام، ومن ثم اجتمع قادة اليهود واتفقوا على قتله".
وذكر شيف أن المناهج المدرسية تطالب بقتل اليهود، اعتمادًا على أوصاف مفعمة بالكراهية ضد اليهود، يتم تدريسها لتلاميذ الصف السادس في أنشودة باللغة العربية.
واعتبر رئيس المعهد أن من دلالات معاداة السامية في الكتب المدرسية القطرية أنه لا يوجد أي ذكر للهولوكوست بين أكثر من 200 كتاب، لافتًا إلى أنه على رغم ذلك، تشير المناهج إلى أن معاداة هتلر والنازية لليهود ترجع إلى أن اليهود هم سبب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، موضحًا أن هذه المناهج تردد بذلك أساطير مغلوطة عن تلك الحقبة وتؤكد أسطورة لطالما رددها هتلر ونظامه النازي.
وأردف أن نظام التعليم في قطر كان يدرس حتى عام 2018، أكذوبة ما يعرف بـ«بروتوكولات حكماء صهيون»، لكن رغم إلغاء تدريس هذه البروتوكولات، فإن التعليم القطري لا يزال يقوم بتدريس نظريات المؤامرة كافة التي تمثلها هذه الأكذوبة.
وفي مقال مشترك مع شيف نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية، استبعد ديفيد أندور وينبيرج مدير الشؤون الدولية برابطة مكافحة التشهير في واشنطن، أن يتمتع النظام القطري بالجرأة والشجاعة للمضي قدمًا على طريق السلام الذي مضت فيه كل من الإمارات والبحرين.
ودعا شيف ووينبيرج النظام القطري إلى تحمل المسؤولية وضمان إزالة هذه المواد كافة التي تدعو للتعصب من الكتب المدرسية الحكومية وبصورة فورية، وأضافا: "إلى أن تبرهن قطر على فعل ذلك، على شركائها الدوليين، وخصوصًا الولايات المتحدة، أن يطلبوا منها بوضوح إزالة التحريض على العنف والقتل ضد اليهود من نظامها التعليمي".