فريد عبد العظيم: وهج عبد الناصر مازال ساريا وسيستمر
حول الحضور الطاغي للزعيم جمال عبد الناصر والذي يواكب اليوم ذكرى نصف قرن على غياب جسده، قال الكاتب الشاب فريد عبد العظيم في تصريحات خاصة لــ"الدستور": في كل عام يثار الجدل، تحل ذكرى جمال عبد الناصر فينبري كل فريق في إيضاح رؤيته بإسهاب، بين محبين ومقدرين وآخرين ناقمين وكارهين تبدأ المعركة، وهج ناصر مازال ساريا وسيستمر، يخفت أحيانا ثم يضوي ثانية فناصر رمزا عصيا على النسيان، ابن قرية بني مر ذو الأصول البسيطة الذي ثار على الظلم، الشاب ذو الأربعة وثلاثون عاما الذي أزاح ملك وأنهى حكم أسرة، الرجل الذي قاد العالم العربي بأكمله.
عبد الناصر انحاز للفقراء فأحبوه، آمن بحق الناس في الصحة والتعليم والثقافة، رفض التبعية وأحيا المشاعر القومية فانتشرت أفكاره بجميع البلدان العربية، اعتبره المواطن العربي زعيمه بلا منازع.
رغم كل ما يقال عن الأخطاء التي اتسمت بها تلك المرحلة إلا أن عصر جمال عبد الناصر كان نهضويا بامتياز، فعبد الناصر صاحب رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية محددة الملامح، حكم الوطن بوقت صعب وواجه تحديات كبرى.
وأوضح: لماذا صوره موجودة حتى اليوم في منازل ومحلات ملايين من المصريين والعرب ؟ لفهم العلاقة المعقدة بين الزعيم وجماهيره يجب أن نستدعي مشهدين، ذكرى التنحي ويوم وفاته.
رئيس يستقيل بعد هزيمة مخزية، يتنحى عن الحكم فتخرج الجماهير بالملايين لتستجديه العودة عن قراره، شعب يتشبث بقائد خسر معركته الكبرى، المصريين والعرب يروا أن ناصر هو الأمل الوحيد حتى لو انهزم، يعتبرونه تجسيدا لأمانيهم، يروا فيه رمزا للكرامة والعروبة والمقاومة.
عندما مات جمال عبد الناصر قبل أن يحقق انتصاره بكى الناس، خرجوا ليودعوه غير مصدقين، خمسة ملايين مصري ملأوا الشوارع والميادين، تناسوا النكسة والظروف الاقتصادية الصعبة، فناصر كان بالنسبة لهم الأب والقائد والرمز، مرت السنين ومازال الوعي الجمعي المصري والعربي يستدعي جمال عبد الناصر في كل مأزق، فرغم كل ما قيل وما سيقال سيظل ناصر صوتا للمقاومة والصمود.
وعن مشروع السد العالي أكد: بناء السد العالي كان ملحمة وطنية كبرى، حلم عبد الناصر في بناء أكبر سد مائي يحفظ حق مصر في مياه النيل تحقق بسواعد 34 ألف عامل مصري، المشروع الهندسي الأهم في القرن الــ 20 الذي أمن مصر من كوارث لا يعلم مداها إلا الله، ساهم السد في التوسع الزراعي وتوليد الكهرباء وحمى مصر من مخاطر الفيضان والجفاف، أعتقد أن التشكيك بأهميته لم يعد له جدوى الآن بعدما رأينا ما حدث في السودان الشقيق.