سمير الأمير: نقد عبد الناصر ليس جريمة لكن كراهيته غرض
نصف قرن على الرحيل لكنه مازال باق في الوعي الجمعي المصري٬ مازالت صوره تزين حوائط بيوت ومحلات المصريين٬ حتي من اختلفوا معه أو مع سياساته مازالوا يحملون له الود والمحبة. إنه الزعيم جمال عبد الناصر والذي يمر اليوم خمسين عام علي مفارقته عالمنا.
الــ"الدستور" استطلعت آراء الكتاب والمثقفين حول حضور "ناصر" رغم غياب الجسد٬ ولماذا هذا الوهج ساريًا حتى الآن.
في هذا الصدد يقول الشاعر سمير الأمير: لا أحد فوق النقد فالرجل له أخطاؤه أيضًا.. لكن كراهية ناصر تعني أنك تكره مصريتك وعروبتك وتعاني من الشعور بالدونية فضلًا عن اصطفافك مع العدو. نقد عبد الناصر ليس جريمة ولكن كراهيته غرض والغرض مرض.
ويضيف أن بعض الشيوعيين يتفقون مع كل الإخوان٬ لا يعني عبد الناصر عندهم إلا السجون والمعتقلات٬ لا يعني السد العالي ولا تأميم القناة ولا التصنيع ولا بناء المدارس في الريف ولا تمليك اﻷراضي للمعدمين٬ ولا العداء للاستعمار والصهيونية ولا انحيازه للفقراء. فقط ناصر عندهم الجلاد٬ أحدهم منعني من التعليق على ما ينشره كنت أحب أن أقول له أنا معك٬ أنت ترى جانبًا من الصورة لا ينكرها إلا أعور ولكن ألا ترى أنه من العور أيضًا ألا ترى في كل كفاح ناصر من أجل الاستقلال الوطني إلا أنه اعتقل الشيوعيين في فترة صراعه معهم.
وتابع، أرجو أن تكتب كشفا بأسماء من مكنهم ناصر من المؤسسات الثقافية بعد صلحه مع الشيوعيين٬ وأرجو أن تقرأ قصيدة فؤاد حداد "استشهاد جمال عبد الناصر" وبعدها عليك أن تصمت٬ ﻷن فؤاد قد تكلم وبعد فؤاد علينا أن نعي الفرق بين مناضل شيوعي أدرك أن مصير الوطن كان أهم من الأخطاء التي أضرت بمصيره الشخصي٬ وشيوعيين آخرين خرجوا من فترة الاعتقال ليعيشوا على حسها عيشة السفراء في روسيا والبلدان الاشتراكية٬ ويعلموا أولادهم الذين كانوا يعانون من ضعف مستواهم العلمي في جامعات الاتحاد السوفيتي٬ رغم أن منهم من كان أقصى أمله أن يحصل علي دبلوم فني٬ فأصبح حاملًا للدكتوراه. وبعد أن عاد أطلق لحيته أو ارتدي النقاب ﻷن الاتحاد السوفيتي انهار والنضال في اﻷحزاب الاشتراكية أصبح مجردًا من المنح والمزايا والعطايا وقاتل الله العور الذي يجعلنا نرى القذى في عين عبدالناصر ولا نرى الخشبة في أعيننا.