أبوالغيط: التعليم القضية الأولى للجامعة العربية رغم تحديات المنطقة
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الأمانة العامة للجامعة تضع جميع إمكانياتها وقدراتها ومنظماتها المتخصصة في دعم جهود الحكومات العربية لتحقيق نقلة نوعية في مجالات التعليم والبحث العلمي.
جاء ذلك خلال كلمة "أبوالغيط" في اجتماع وزراء التعليم العرب الذي عُقد اليوم الأربعاء عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" برئاسة وزير التعليم السعودي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ لمناقشة وثيقة البرلمان العربي حول "تطوير التعليم في العالم العربي".
وقال أبوالغيط إنه برغم كل ما تشهده منطقتنا من تحولات كبيرة، وتحديات خطيرة على أكثر من صعيد، فإن اقتناعي ظل دائمًا أن التعليم هو قضيتُنا الأولى، وهو الرهان على المستقبل، وطوق النجاة الأهم من مُشكلات الحاضر، معربًا عن تطلعه إلى يوم قريب تشهد فيه مستويات التعليم في البلاد العربية وقد صارت قادرة على المنافسة والإسهام في صناعة مستقبل جديد.
وأكد أن التعليم هو عِماد النهضة الاقتصادية، ووقودها ومحركها، ذلك أن الاقتصاد في هذا العصر يعتمد على المهارات والمعرفة، بل إنه يعتمد على قدرة الأفراد على اكتساب المهارات وتطوير المعرفة عبر سنوات العمر، مشيرا إلى أن المعارف تتجدد وتتضاعف، والمهارات المطلوبة لسوق العمل تتبدل بسرعة، ومن يعجز عن مواكبة هذه التحولات المتسارعة يتقهقر ويتأخر عن الركب.
ونبه "أبوالغيط" إلى أن الاهتمام بالتعليم في صوره التقليدية لم يعد كافيًا، بل يتعين أن يقترن التعليم الجيد بالتدريب المستمر، وبتعزيز القدرة على التعلم الذاتي لدى الأفراد عبر سنوات العمر، لافتا إلى أن هذا ما "يفرضه علينا الواقع الاقتصادي والتكنولوجي الجديد بكل ما ينطوي عليه من تحديات وتحولات".
وأكد "أبوالغيط" أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أولت اهتمامًا خاصًا بقضايا التعليم، وتبنت عددًا من المبادرات في هذا الخصوص، ومن بينها على سبيل المثال المبادرة التي أطلقتها للارتقاء بالتعليم الفني والمهني، وذلك تنفيذًا للقرار الصادر عن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت في يناير 2019، حيث سيتم وضع خطة تطوير شامل لمنظومة التعليم الفني والمهني تتواكب مع احتياجات سوق العمل العربية والعالمية، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واليونسكو، كما اهتمت الأمانة العامة للجامعة العربية بالبحث العلمي، حيث اعتمدت عام 2017 الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار بالتعاون مع شركائنا أعضاء لجنة التنسيق العليا للاستراتيجية، وهى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد مجالس البحث العلمي، واتحاد الجامعات العربية.
وقال "أبوالغيط " إن دراسة أحوال التعليم في الوطن العربي ووسائل تطويره وتحديثه لملاحقة التطورات والتغيرات المتسارعة تعد إحدى أولوياتنا الأساسية، فالعملية التعليمية منظومة تتألف من حلقات مرتبطة يؤثر بعضها في بعض، تشمل المُعلم وأساليب التدريس وأهداف التعليم ومحتواه، ونظم التقويم والتجهيزات الأساسية لكل ذلك"، مؤكدا ضرورة النظر لتلك العوامل جميعًا جنبًا إلى جنب.
وأضاف "أنه تنفيذًا لهذه الرؤية فقد اعتمد القادة العرب خطة تطوير التعليم في الوطن العربي، والتي أقرت في قمة دمشق في مارس 2008، كما أصدرت القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في عام 2009 بالكويت قرارًا في هذا الخصوص"، مشيرا إلى أن خطة تطوير التعليم في الوطن العربي كانت سباقة في تحقيق غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.