الصين: اتهامات ترامب لنا بشأن كورونا «تشويه متعمد»
فندت الصين اليوم الأربعاء، اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استجابتها لفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) واتهامه منظمة الصحة العالمية بأنها "خاضعة فعليا لسيطرة" الصين، معربة عن معارضتها الشديدة لما وصفته بـ "اختلاق واشنطن الأكاذيب وتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين وتشويه صورتها على منصة الأمم المتحدة لأغراض سياسية خفية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ وين بين"- في بيان صحفي اليوم الأربعاء: "للأسف، تجاهلت الولايات المتحدة الحقائق ولفقت الأكاذيب، ولأغراض سياسية خفية، استخدمت منصة الأمم المتحدة لتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين، وتعارض الصين بشدة هذه الافتراءات، وأظهرت هذه الأفعال مرة أخرى أن الأحادية والتنمر تشكلان أكبر تهديد للعالم".
وأضاف بين: "لا يمكن للأكاذيب بأي حال من الأحوال أن تحل محل الحقائق، وإن العالم يدرك تمامًا سجل الصين في احتواء "كوفيد-19"، وأن الفيروس هو العدو المشترك للبشرية، والصين ضحية له، وقدمت مساهمتها في مكافحته على الصعيد العالمي".
وتابع بين "أبلغت الصين عن الوباء، وحددت العامل الممرض وتشاركت التسلسل الجينومي للفيروس مع العالم في وقت مبكر، وعندما تأكد من انتقال العدوى من إنسان لآخر، اتخذت الصين على الفور قرارًا حازمًا بإغلاق مدينة (ووهان)، وفرضت أكثر عمليات الإغلاق والرقابة على حركة المرور صرامة على طرق الخروج من المدينة ومقاطعة (هوبي) التي تقع في نطاقها".
وأشار بين إلى أن "سلطات الجمارك الصينية أوقفت، على الفور، ووفقًا للقانون، سفر الصينيين إلى الخارج من أربع فئات، وهي: حالات الإصابة المؤكدة، والحالات المشتبه فيها، والمخالطين للحالات السابقة، والمصابين بالحمى".
وأوضح بين أنه "عندما أغلقت الصين ووهان في 23 يناير، لم يكن هناك سوى تسع حالات إصابة فقط مسجلة خارج الصين، منها حالة واحدة فقط في الولايات المتحدة، وفي 31 يناير، علقت الولايات المتحدة رحلاتها الجوية المباشرة مع الصين. وعندما أغلقت الولايات المتحدة حدودها أمام جميع المواطنين الصينيين في 2 فبراير، لم يتم الإبلاغ حينذاك إلا عن نحو عشر حالات إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة".
وأكد بين أن استجابة الصين للوباء كانت مفتوحة وشفافة، والخط الزمني كان واضحًا، والحقائق والبيانات تتحدث عن نفسها".
واعتبر بين أنه "في محاولة لتشويه صورة الصين مرارًا وتكرارًا بشأن القضايا ذات الصلة بـ "كوفيد-19"، تحاول الولايات المتحدة تحويل اللوم بشأن تعاملها السيئ مع الفيروس، وهذا غير مجد نهائيًا".
ولفت بين إلى أن "الولايات المتحدة هاجمت منظمة الصحة العالمية بشكل تعسفي وانسحبت منها، وهذا يعرض التعاون العالمي لمكافحة الأوبئة للخطر، الأمر الذي سيلحق الضرر بالناس في العالم ويكبد الشعب الأمريكي تكلفة باهظة".
وقال متحدث الخارجية الصينية "إن ما يتعين على الولايات المتحدة أن تفعله الآن هو وقف المناورات السياسية، والتوقف عن وصم الفيروس أو تسييسه، والانضمام إلى باقي المجتمع الدولي في المعركة المشتركة ضد الفيروس، بدلًا من البحث عن كبش فداء أو تشويه صورة الآخرين".
ونوه بين إلى أنه "فيما يتعلق بتغير المناخ وحماية البيئة، فإن الحقائق واضحة أيضًا، حيث اضطلعت الصين بنشاط بالمسئوليات الدولية التي تتفق مع مرحلة تنميتها وأوضاعها الوطنية، ونفذت مجموعة من السياسات والإجراءات، وإن النتائج التي تحققت معترف بها على نطاق واسع".
وأضاف بين أن "الأهداف المتعلقة بالمناخ لعام 2020 تم تحقيقها قبل الموعد المحدد، وهو إسهام كبير في الاستجابة العالمية لتغير المناخ"، مشيرًا إلى أن الصين تهدف إلى بلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060، وأن هذه الأهداف تتسق مع رؤية الصين لعالم نابض بالحياة ونظيف وجميل من خلال الجهود المشتركة والتزامها بتعزيز مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
وتابع بين أن الصين تشارك بنشاط في إدارة المناخ العالمي، إلى جانب أنها من أوائل الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وأسهمت إسهامًا كبيرًا في إبرام بروتوكول "كيوتو" واتفاق "باريس" والمبادئ التوجيهية التنفيذية ذات الصلة.
واعتبر بين أنه "بفضل الجهود المتضافرة التي بذلتها الصين والأطراف الأخرى، أصدر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في مدريد لعام 2019 سلسلة من القرارات التي أعادت التأكيد على الالتزام بالتعددية والتوافق بين جميع الأطراف بشأن إدارة المناخ، ما أرسى الأساس لمواصلة المفاوضات.
وقال بين "على النقيض من ذلك، فإن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم من حيث القيمة التراكمية، لم تصدق على بروتوكول كيوتو فحسب، بل انسحبت أيضًا من اتفاق باريس، ورفضت إلزام نفسها بنسب محددة لخفض الانبعاثات ورفضت حتى اتخاذ الحد الأدنى من الخطوات لحماية كوكب الأرض"، معتبرًا أنه امتنعت بذلك عن المشاركة في عمليات عالمية مثل خفض الانبعاثات والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
وأضاف بين أن "الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للنفايات الصلبة في العالم وأكبر مستهلك رئيسي للبلاستيك، ومع ذلك، فقد رفضت التصديق على الاتفاقيات ذات الصلة، كما وضعت عقبات أمام عملية الحوكمة العالمية بشأن النفايات البلاستيكية. وعلاوة على ذلك، شحنت الولايات المتحدة كميات هائلة من النفايات إلى الدول النامية، ما أضر ضررًا بالغًا بالبيئة المحلية والعالمية.. إذن، كيف تكون هذه الدولة في وضع يسمح لها بإلقاء اللوم على الصين؟".
وحث بين الولايات المتحدة على وقف ما وصفه بـ "المناورات السياسية، والتخلي عن الأحادية، والاضطلاع بمسئولياتها الواجبة تجاه العالم".