الأنبا نيقولا: لا يجب الخلط بين الكهنوت الليتورجي والملوكي
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "الكهنوت"، وذلك تحت شعار: "(رؤ 6:1) "وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلّٰهِ أَبِيهِ".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: في الآية (6) يقول يوحنا عن يسوع المسيح: "وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلّٰهِ أَبِيهِ". في العهد القديم يقول الرب لموسى في بني إسرائيل: "هكَذَا تَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ... وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً" (خر 3:19-6)، لكنهم لأجل عدم إيمانهم بيسوع المسيح وصلبهم له فقد حُرموا مواهب الله التي كانوا قد حصلوا عليها قبلًا التي هي: "المُلك" و"الكهنوت" و"النبوة"، وانتقل هذا الوعد إلى المؤمنين بيسوع المسيح، الذين أحبهم وحرَّرهم من خطاياهم بدمه، وأصبحوا كلهم كهنةً لله الآب.
وأضاف: "لا يجب الخلط بين كهنوت يسوع المسيح ابن الله الحقيقي، الذي يتأصل في كيانه نفسه ويجعل منه الوسيط المثالي، وبين كهنوت الشعب المسيحي. لأن يسوع المسيح هو في الوقت نفسه إنسان حقيقي وابن الله الحقيقي. فيسوع يظهر كاهنًا بتقدمة ذبيحته وبخدمة الكلمة، بصفته الكاهن الأوحد والأبدي الذي قرب ذاته ذبيحته مرةً واحدةً في الزمن، ذبيحةً مثاليةً عملًا كهنوتيًا بكامل المعنى. أما الشعب المسيحي فلا يمكنه أن ينادي الله الآب "أبانا" بالروح القدس، كما علَّم يسوع المسيح، إن لم يكن أبنًا للمسيح ومنضويًا تحت عباءته؛ لأن المسيح هو ابن الله بالطبيعة، والمسيحيون به يكونوا أبناء لله الآب بالتبني. هكذا أيضًا لا يمكن للمسيحيين أن يكونوا كهنةً لله الآب إن لم يكن كهنوتهم مستمدًّا من كهنوت يسوع المسيح، وذلك بإشراك يسوع لهم في كهنوته، وذلك عندما يُقدمون الحياة المسيحية باعتبارها طقسيةً، أي كمشاركة في كهنوت الكاهن الأوحد، وذلك بتقديم أجسادهم "ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ" (رو 1:12).
وتابع: "كما أنه لا يجدر الخلط بين "الكهنوت الملوكي"، أي "الكهنوت الليتورجي"، وبين "الكهنوت العام". فالأول، والذي لا يُشكل طبقةً ذات امتيازات، يناله المعمدون الذين تكرسوا مُفرَزين للخدمة بسر الكهنوت خلال القداس الإلهي، لذلك يرتبط بسر الكنيسة. لهذا السبب يكاد سر الكنيسة وسر الكهنوت يكونان مترادفان، وعلى ذلك، فلكل منهما فروقاته المميزة. أما الثاني فيناله جميع المؤمنين بسر المعمودية المقدسة وسر الميرون المقدس؛ لأن المعمَّدين بلبسهم المسيح يصبحون منتسبين لملك الملوك ورب الأرباب رئيس الكهنة الأعظم ويُجعلوا ملوكًا وكهنة لله، ذلك كما يُرتَّل في خدمة سر المعمودية في طقس الكنيسة الأرثوذكسية: «أنتم الذين في المسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم».
واختتم: "كما أن هذان الكهنوتان يتصلان من أجل رفع الخبز المقدس إلى الله. فالمؤمن بكهنوته العام يُهيء ويُقدم التقدمة، الخبز والنبيذ، من أجل التكريس؛ والكاهن باستخدام كهنوته الليتورجي يُقرب عطية المؤمن ويُتمم الذبيحة الإلهية غير الدموية. وعلى الذين ينالون الكهنوت الملوكي والذين ينالون الكهنوت العام تقديم ذواتهم ذبيحة حية روحية بتسلطهم على أهوائهم المعابة؛ لأن حفاظ كل منهم على كهنوته يتطلب العمل بجهاد واجتهاد".