قيادات إخوانية منشقة تكشف خبايا «الصندوق الأسود» لـ«تنظيم الفواحش»
كشف عدد من قيادات الإخوان المنشقين، عن شهادات حول الانحرافات الأخلاقية والمالية والتي تمثل «صندوقًا أسود مغلقًا» داخل التنظيم الإخواني الإرهابي، في أثناء انضمامهم لها.
قيادي إخوانى: الكبت الجنسى لدى الجماعة انفجر فى وقائع تحرش وعلاقات محرمة
وقال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق، إن الانحرافات الأخلاقية كانت منتشرة داخل تنظيم الإخوان، وليس الجماعة وحدها، وانتشرت حالات تحرش والعلاقات المشبوهة بين الفتيات والشباب، خاصة أثناء أوقات الترحال لنشر الدعوة، مشيرًا إلى أن الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين أعمار 18 وحتى 30 سنة، المنضمين للتنظيم الداخلي لجماعة الإخوان، عانوا من كبت جنسي نتيجة عدم احتكاكهم بالجنس الآخر، فهم منفصلون عن التعامل سواء على المستوى الاجتماعي أو التعليمي، مشيرًا إلى أن التنظيمات مغلقة، وبالتالي الكبت الجنسي أكبر، والذي انفجر في النهاية في شكل مشكلات وانحرافات أخلاقية، تم التستر عليها لتكون في النهاية صندوقًا أسود مغلقًا.
وأوضح «عيد» في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن التنظيم كان دائمًا يحاول أن يخفي جميع الانحرافات التي تحدث داخل الجماعة، مشيرًا إلى أن نسبتها لم تكن كبيرة للغاية، ولكن للادعاء بأنه مجتمع رباني يدعو للخير وينشر الدعو ة الإسلامية والامتثال لأوامر الله والدين والقرآن والأنبياء، فكان حدوث أي من تلك الانحرافات يمثل رسائل واضحة بكذب ونفاق تلك الجماعات.
وتابع: «قيادات التنظيم كانوا يدعون باستمرار للفصل بين الفتيات والشباب داخل المعسكرات، ويقولون لنا استروا أي فاحشة قد تحدث بين الأفراد، فهذه تمثل نذوات لطائشين وطائشات».
وأكد أن شعار الجماعة المعتاد: «الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، كان وهمًا كبيرًا لم يتم تداركه إلا في وقت متأخر، ففي النهاية الجماعة عملت على تفكيك مفاصل الدولة المصرية باستخدام هذا الشعار الكاذب، والذي كان تختبئ خلفه "الدونية والأنانية" والسعي لهدم الدولة المصرية وإقامة دولة دينية جديدة، ولكن دينهم وليس دين الله الذي يدعو للسماحة.
- التستر على وقائع الزنا والتحرش بين الشباب والفتيات
في ذات السياق، قال إبراهيم ربيع، القيادي الذي انشق عن جماعة الإخوان في عام 2007، إن الجرائم الأخلاقية داخل التنظيم سواء كانت سرقة أموال أو خيانة زوجية أو فاحشة، كان يتم التستر عليها من خلال استخدام حديث واحد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويتم إنهاء الأمر بكل سهولة، حيث تم اكتشاف العديد من الوقائع سواء زنا أو تحرش، أو إقامة علاقات جنسية، فكان يتم الاحتكام إلى قيادي كبير داخل الجماعة رفض ذكر اسمه، ويقول « استروا على أخيكم.. وأمراض المجتمع انتقلت للجماعة ولا بد من مواجهتها».
وأكد نافع، أن وقائع الزنا التي كانت تحدث، كان يتم التستر عليها ولا يستطيع الزوج أن يتحدث عن هذا الموضوع ويتعامل مع زوجته تمامًا كأن شيئًا لم يكن امتثالًا للأوامر ومنع خروج الموضوع للخارج، فكان ممنوعًا من أن اتخاذ إجراء مع زوجته حتى لو سيعيشون مع بعضهم منفصلين، إذ كان لا يوجد طلاق، فشعارات الجماعة وحفظهم للعديد من الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، كان لها دور كبير في إخفاء تلك الجرائم.
وتابع: «سبب التستر على تلك الجرائم ليس من منطلق الستر وعدم فضح إنسان، كما كانوا يرددون أحاديث الرسول، ولكن خشية من أن تصل الواقعة إلى الأمن ومن ثم للإعلام، ويقومون بتصدير صورة جديدة وسلبية عن الجماعة لدى الناس، بأنه تنظيم الفواحش ومن ثم تفقد مصداقيتها في ادعاء الطًهر والنقاء والعفة والإيمان والقناع الكاذب الذي كانت تلبسه".
وأشار إلى أن جماعة الإخوان من أساليبها المزايدة على الناس في دينها وشرفها وفي عفتها، وأن «الأخت الإخوانية» أكثر عفة من «السافرة»، وكذلك في كل التصرفات، فالوقائع الأخلاقية كانت عديدة في الداخل وكان يتم التستر عليها بالأحاديث الشريفة.
- فساد مالي للتبرعات.. ولا توجد سجلات لدى الجماعة
وكشف سامح عيد، عن أنه من حيث الانحرافات المالية، فكانت أموال التبرعات تؤخذ بدون رقيب، فلا توجد سجلات لكتابة ما يتم إدخاله للجماعة وما يتم إنفاقه، خاصة أموال التبرعات، فكانت الجماعة تتحصل على مبالغ ضخمة تتخطى ملايين الجنيهات من بند التبرعات التي كانت تجمعها سواء من الخارج أو من الداخل، أو من النسبة الملزمة على القيادات الكبيرة داخل التنظيم، فأموال التبرعات كان يحدث بها فساد مالي بدرجة كبيرة، نظرًا لأن المتحكم فيها هو من يسرقها، قائلًا: «حضرت خلال فترة انضمامي للإخوان تحقيقات عدة لفساد مالي كبير وتوجيه تهمة تبديد أموال الجماعة بين القيادات وبعضها البعض».
وأكد بشأن التعامل مع التبرعات، أن القائم عليها يأخذ نسبة ثابتة 5% من القيمة المحصلة، ولكن هذا المعلن والرسمي، أما في الخفاء فكان يحصل أكثر من ذلك، الأمر الذي فتح أبوابًا خلفية عديدة لسرقة ونهب أموال التبرعات، من قبل القيادات وتوظيفها في العديد من المشروعات وقبل خسارتها.
- اصطناع فكرة توظيف الأموال «المستريح».. وفتح تحقيقات بين القيادات
قال القيادي الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان الإرهابية أول من ابتدعت فكرة توظيف الأموال، وفكرة «المستريح»، وتحريم البنوك الرباوية وفكرة الاقتراض، ولم يكن الدافع لديها هو الحرام والحلال، ولكن الهدف منها سرقة أموال القيادات وعمل ألاعيب داخل التنظيم، متابعًا: «إخواني يدي 300 ألف لإخواني تاني ويقوله شغلهوملي ويعطي له في البداية أرباحًا عديدة وهمية، بعد كدا يجي يقوله معلش خسرتهم هات غيرهم وهكذا».
أما حالات النصب على «الأفراد الصغيرين» داخل الجماعة من قبل قيادات معروفة داخل التنظيم أيضًا، فكان لها سيناريوهات عديدة، وخطط فائقة الدقة، حيث قال القيادي المنشق: «حضرت عددًا كبيرًا من التحقيقات بشأن الفساد المالي داخل جماعة الإخوان، ولكن لم تصل في النهاية لشىء نظرا لقوة منصب ومكانة القيادي صاحب المشروع أو الشركة، ويتم غلق التحقيقات، ويعوض الله على من خسر أمواله».
وأكد أن هناك أموالًا عديدة خسرها أفراد صغار في توظيفات لأفراد آخرين داخل التنظيم.
«كراتين» تمويل البنوك الأوروبية.. وتمكين الإخوان من مفاصل مصر
بالعودة إلى إبراهيم ربيع، كشف تفاصيل حوار دار بينه و«خيرت الشاطر»، القيادي الكبير داخل جماعة الإخوان الإرهابية، في شقته بمكرم عبيد بالقرب من حديقة الطفل في مدينة نصر، قائلًا: «كان هناك رجال مسلحة تقف داخل مدخل العمارة، وكذلك أمام غرفته داخل الشقة، وكثيرون من جنسيات متعددة، من ماليزيا وسوريا والعراق ومصر، ووجدت داخل غرفته كراتين أموال من عملات اليورو والدولارات، من البنوك الأوروبية وكان من بينهم بنك نيويورك».
ودار الحوار بينهما عندما طلب إبراهيم ربيع، من خيرت الشاطر بعد ثورة 25 يناير 2011، إنشاء بنك كفاءات وطنية لأصحاب الخبرة العلمية ولكل من لديه مشروع أو دراسة تفيد الدولة، على أن تتم إعادة ترتيب ملفات الجماعة بحيث يتم الاستفادة من خبرات جميع الفئات، ويشارك المصريون في إدارة البلاد، ليرد الشاطر: «لا يا حبيبي إحنا عارفين طريقتنا.. ولن يكون هناك حل إلا تمكين الإخوان من مفاصل مصر، مش هنسيب الفرصة لأننا مستنينها من 80 سنة وانت تخلي كلامك لنفسك».
وأكد إبراهيم ربيع، أن خيرت الشاطر كشف له عن أنه يدير 6 دول من مكتبه في مصر، وأن «كراتين الأموال» تمثل قيمة التمويل الذي تقدمه الدول الأجنبية للجماعة، وتكون مهمتها في مصر توزيعها على البلاد الأخرى، ويكتشف أن الأجانب المتواجدين داخل شقة «خيرت الشاطر» ما هم إلا مندوبو دول أخرى، جاءوا للحصول على قيمة التمويل السنوي لفرع التنظيم داخل الدول الأخرى، وكان على رأسها ماليزيا والعراق، وسوريا وجنوب إفريقيا، مشيرًا إلى أنه بعد هذا اللقاء تأكد أن الجماعة تريد أن تدخل بالدولة المصرية في نفق مظلم.
- الاختلاس والسطو على أموال التبرعات الخاصة بفلسطين
وكشف طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، عن أنه كان هناك اختلاس لأموال التبرعات الخاصة بفلسطين، فكان من يقوم بجمعها لصالح فسلطين كان يسرقها ويسطو عليها عنوة، فكانوا مجموعة من أعضاء مكتب قيادي للجماعة بالبحيرة، اختلسوا مبالغ تتعدى الملايين لصالح أعمالهم الشخصية، وتم كشف أمرهم، وتم فتح تحقيق موسع معهم وطالبوهم باسترداد تلك الأموال ولكنهم رفضوا وأصروا على أن تلك الأموال النسبة المخصصة لهم من جمع تلك التبرعات التي وضعها الجمعة.
وأكد البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الانحرافات الأخلاقية لم تكن فقط في الجرائم الأخلاقية بقدر ما كانت في خطورة الفكرة نفسها التي تسعى لتنفيذها في مصر، فكانت السرقة والنصب والتهديد وتطبيق شرع الله الوهمي الذي كانوا يرددونه عن باطل، تمثل أساليبهم الأساسية في التعامل مع مجريات الأموال داخل التنظيم، مشيرًا إلى أن الجماعة كانت تتواصل مع الخارج لتبادل التمويل من قبل الدول التي كانت تمولهم في مصر، فالتبرعات التي كان يجب جمعها كانت تسرقها قيادات الجماعة من بعضهم البعض، فالصورة الوهمية التي كانت تقدمها جماعة الإخوان لنفسها ما هي إلا شوطة كبيرة في ظهر هذا الوطن.
- إنشاء الجمعيات الخيرية بهدف استقطاب المواطنين وزيادة شعبيتهم
وكشفت مصادر لـ«الدستور»، كانت مقربة من جماعة التنظيم بالجيزة، عن أن عدد الجرائم الأخلاقية داخل الجماعة كانت تفوق حدود المعقول وحدود أي مجتمع، فالدعوة التي يلبسونها دائمًا باسم العفة والطهارة لم تكن حقيقية، فالكبت الجنسي لدى أفراد الجماعة كان السبب في إنشاء علاقات محرمة عديدة، كان يتم التستر عليها حتى لا ينفضح أمرهم ويتم تشويه الصورة الزائفة التي رسخوها عند المصريين سنوات عديدة.
وأكدت المصادر، أن التمويل الخارجي لتلك الجماعة كان يستغل في إنشاء الجمعيات الخيرية بظاهر الخير ودعم الفقراء وإعلان المجانية البحتة، للحصول على شعبية أكبر من قبل المواطنين، وحتى يتم استقطاب جدد، ومن ثم تصبح «الشعبية» حماية وغطاء على الأفعال والمواقف التي يقومون بها عداء للوطن، وإقامة الهدف المشوه الذي يرددونه وهو «دولة إسلامية» اسمًا، يقودها أشخاص لا ينتمون لهذا الدين ويجهلون تعاليمه وآياته وأهدافه السمحة النبيلة.