صحيفة إيطالية: القبض على محمود عزت أعنف ضربة للإخوان
أكدت صحيفة إيطالية، اليوم الخميس، أن إلقاء سلطات الأمن في مصر القبض على محمود عزت، القائم بأعمال المرشد الأعلى لجماعة الإخوان، يعد أعنف ضربة تلقاها التنظيم في السنوات الخمس الماضية، وسيكون لهذا الأمر تأثير كبير على المنظمة وسيثير بعض الأسئلة.
وتساءلت صحفية "لا ريبوبليكا" الإيطالية عن سبب عدم فرار محمود عزت، إلى الخارج مثل غيره من قادة الإخوان، وكذلك من سيحل محله كمرشد أعلى، وكيف تؤثر عملية الخلافة على هيكل وتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بموجب لوائح جماعة الإخوان يمكن للأعضاء الذين يعيشون في مصر فقط تولي القيادة، ومع ذلك ستتغير هذه القواعد بسبب الظروف التي تواجهها الجماعة الهارب أعضاؤها خارج مصر.
وأكدت الصحيفة أن سقوط نظام الإخوان في 2013 خلق فجوة كبيرة داخل الجماعة، فقد فصائل داخل الجماعة عارضت الحرس القديم بقيادة محمود عزت، وألقت باللوم عليهم في سقوط نظام الإخوان، خاصة عزت وخيرت الشاطر ومحمد بديع.
وأوضحت "لا ريبوبليكا" أنه كانت إحدى نتائج هذا الانقسام هو تشكيل اللجنة الإدارية العليا بقيادة محمد كمال، عام 2015 كبديل لعزت، وبجانب ذلك، جاءت دفعة أخرى من سجناء الإخوان، أطلقوا مبادرات مصالحة تضمنت مراجعات أيديولوجية، وألقوا باللوم على الحرس القديم للجماعة، خاصة الجناح المتشدد بقيادة الشاطر وبديع وعزت، وتسببهم في إثارة السخط العام والعنف الذي أعقب سقوطهم في عام 2013.
وأكدت الصحيفة أن بيانات المراجعة من بعض فصائل الجماعة، وتمسك القيادة السياسية في مصر ببسط الأمن والسيطرة على كافة ربوع البلاد، وتشديد إجراءات الأمن على الحدود- جعل هروب عزت، من مصر شبه مستحيل، في النهاية لم يكن لديه خيار آخر سوى الاختباء.
وقالت الصحيفة إنه في غضون ذلك أصدر جناح محمد كمال، أوامر باستخدام السلاح ضد الدولة، وتشكيل عدد من التنظيمات الإرهابية المنشقة مثل حسم، لكن تم القضاء على معظم أعضاء هذه المنظمة الإرهابية وتوقف نشاطهم، وكان هجومهم الأخير الذي استهدف معهد الأورام قبل عام، وسبقه قتل محمد كمال، واعتقال رفاقه أضعف نفوذهم داخل التنظيم، ما سمح لعزت بإعادة تأكيد سيطرته على الجماعة.
وأكد "لا ريبوبليكا" أن القبض على عزت، سيغرق التنظيم في أكبر أزمة له منذ اعتقالات 2013 لكبار القادة وحل حزب الجماعة وتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
وكشفت الصحيفة عن أن اعتقال عزت، أدى إلى اندلاع موجة من الفتنة والانقسامات بين فصائل الجماعة، مما أدى إلى تفاقم الصراع بين الحرس القديم، بمن فيهم بديع وعزت وشاطر وإبراهيم منير ومحمد حسين، وهما عضوان في مكتب الإرشاد لم يتم القبض عليهما بعد، والجناح التابع لجماعة الإخوان ومقره تركيا إلى حد كبير، وهو أقرب إلى الجهادية السلفية وبعض أعضاء مثل طارق الزمر وعاصم عبدالمجيد، وهذا هو الجناح الداعم للجنة التي تم تشكيلها عام 2015 بقيادة محمد كمال، والتي تدعو إلى استخدام القوة ودعم التنظيمات الإرهابية مثل حسم وكتائب الثورة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن هذه المعركة بين الجناحين تلاشت بوفاة كمال، إلا أنها ستعاود الظهور بعد القبض على عزت، وسيكون التنافس على خليفة عزت بمثابة حافز لمزيد من الانقسامات وتفاقم الانقسامات بين الأجيال في صفوف جماعة الإخوان، مؤكدة أن محمد بديع، قد يكون آخر مرشد لجماعة الإخوان في مصر، ما يعني اختفاءها عمليا من مصر.