د. إبراهيم نجم يكتب: غضب الرئيس لله والوطن
ربما لم يُشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي غاضبا كغضبه في لقائه الأخير بالسادة المسؤولين، وهو يتكلم عن استهانة بعض المصريين بالقانون بانتهاك حرمة الأراضي الزراعية بالتبوير والبناء اللامحدود عليها، الرئيس القائد الفذ الإنسان لم يغضب لنفسه أبدا فكثيرا ما أطلق خوارج العصر ألسنتهم القذرة بكل قبيح في حق مصر وقائدها العظيم، وما كان من الرئيس إلا التحلي بالصبر ومكارم الأخلاق والتواضع وهضم النفس متغاضيا عن ذلك كله في عزة وكرامة وإباء، والمضي قدما بعزيمة لا تلين وبإرادة لا تعرف الوهن يبني مصر ويعمر أرجاءها بالخير وبالمشروعات العملاقة، ويرسم لها بيده المباركة طريق الأمل نحو التقدم والحضارة والازدهار، في ظل ظروف قاسية وتحديات إقليمية كبيرة في ملفي المياه والإرهاب وغيرهما، ظروف يعجز أي حاكم مهما كان أن يواجهها ثم يفكر مجرد تفكير في التنمية الداخلية والتطور الاقتصادي والاهتمام بالصحة والتعليم والطرق فضلا عن إحداث ثورة تنموية شاملة -بكل ما تعنيه الكلمة من معنى- كالتي يقوم بها الرئيس السيسي لنهضة مصر وإصلاحها في كافة الميادين، إنه حمل ثقيل تعجز عن حمله أو تحمُّلِه الجبال الراسيات، لكن الرئيس تحمله بكل إصرار وقو وعزيمة وأمانة، وخاض غمار التحدي ووقف العالم كله ينظر كيف تمسح يد الرئيس على كل شبر من العشوائيات والقبح الذي نعيش فيه فتتحول إلى مناطق حضارية راقية تليق بآدمية الإنسان المصري وتحفظ له كرامته، كيف ربت السيسي على أكتاف الفقراء بالقضاء على العشوائيات، وربت على أكتاف المرضى بإطلاق البرامج الصحية الطموحة التي كافحت الأمراض المزمنة للكبير والصغير، وفي كل مناسبة كان الرئيس السيسي يؤكد على أن تكاتف الشعب المصري والتفافه حول القيادة، لا يكون بالشعارات ولا بالأغاني والأناشيد وإنما بالجد والعمل والالتزم بالقانون حتى لا تعود مصر إلى أنفاق الظلام التي خرجت منها بفضل الله، والرئيس الذي نادرا ما يغضب أو ينفعل غضب غضبا شديدا هذه المرة لله تعالى وللوطن عندما رأى إصرار البعض على أن تتحول مخالفة القانون في ملف التعدي على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء إلى قاعدة وحق مكتسب عند بعضهم، حتى أطلقت بجهل لا نظير له حملات ترفض قانون التصالح رغم أنه الحل الأرحم الوسط عوضا عن الهدم الذي تمارسه أغلب دول العالم في مثل هذه الحالات، والرئيس القائد الذي يسابق الزمن للقضاء على العشوائيات والأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تنجم عن انتشارها ، من المستحيل أن يتساهل في أن تمتليء أرض مصر بالثقوب التي تبتلع أية إنجازات أو تطوير مع وجود مخالفات قانونية جسيمة في ملف البناء سواء على الأراضي الزراعية أو غيرها، فليس معنى التهاون في هذا الشأن إلا زيادة رقعة العشوائيات والجريمة والأمراض الخطيرة، فما فائدة التحديث والتطوير الذي يستهلك مليارت من خزانة الدولة إذا كانت يد الرئيس تبني وتعمر وغيرها يهدم ويخرب، لقد عرض الرئيس وبحزم دون تهديد أنه إذا كان هناك إصرار على مخالفة القانون، فإنه على استعداد لطرح بقائه في السلطة للاستفتاء الشعبي، وكذلك طالب كل مسؤول في مكانه أن يقدم استقالته إن لم يكن قادرا على حمل أمانة حماية الوطن والحفاظ على القانون، فالرئيس عبد الفتاح السيسي لا يعرف معنى التسيب ولا الإهمال ولا إهدار الجهد والوقت والمال لأجل حفنة من المستهترين المنتفعين الذين يزدادون ثراء على حساب مصلحة الوطن ، ونحن نوجه نداء قويا حازما لا هزل فيه ولا مجاملة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالى، يا سيادة الرئيس امض لما أقامك الله فيه من البناء والتعمير في طريق الخير الذي أجراه الله على يديك والنصر والفتح المبين لأرض مصر الطاهرة التي تعتز بك ابنا بارا وقائدا شجاعا تنافح عن كرامتها وعزها ومجدها، وتشيد أركان الحضارة في ربوعها وجنباتها، سر يا فخامة الرئيس والمخلصون الصادقون من أبناء هذا الشعب جند لك رهن إشارتك يجاهدون معك في سبيل العبور الكبير من الظلام إلى النور ومن التخلف والعشوائية إلى الحضارة والمدنية، يا فخامة الرئيس إن الشعب المصري الأصيل هو الذي لبى نداءك نداء الحق لمكافحة الإرهاب الداخلي والدولي حتى نصرنا الله عليه، وشعب مصر الأصيل الذي هو جندك عند الشدائد هو الذي سيكمل معك المسيرة المباركة، من أجل أن نسلم مصر للأجيال القادمة كما أردتها أنت يا سيادة الرئيس دولة قوية حضارية متقدمة تتبوأ مكانتها اللائقة بها وسط دول العالم المتقدم، وأنت يا سيادة الرئيس لا ولن تكتفي بأن يقول العالم وهو يشير إلى مصر كانت هنا حضارة، بل تسعى سعيا حثيثا أن يقال هذه هي الحضارة، فسر يا سيادة الرئيس فشعب مصر جندك في هذه المعركة صامدون كما صمدنا في معركة الإرهاب وتحدي قناة السويس وتعويم الدولار وتنمية سيناء ومحافظات القناة الباسلة، الشعب يا سيادة الرئيس الذي رأى شمس الحضارة والتقدم والعمل والتنمية تشرق في سماء مصر من جديد لا يمكن أن يرضى أبدا تتوقف مسيرة الإنجاز ولن يرضى بأن يأتي من يرضي أطماع شرذمة قليلة مخالفة للقانون كارهة للوطن على حساب شعب بدأ يرى ثمار العمل الجاد والجهد الخارق الذي أطلقتم شرارته التي تدفقت بالخير والإنتاج والعمران في كل ربوع مصر المعمورة، وهذا الشعب يا سيادة الرئيس يتطلع بشوق وحرارة إلى ذلك اليوم الذي نقضي فيه بقيادتكم الرشيدة الحاسمة الحازمة على كل مظاهر التخلف التي تعوق مسيرة مصر وتقدمها، حتى نرى مصر نظيفة من العشوائيات نظيفة من الفساد نظيفة من انتهاك القانون نظيفة من كل استهتار بحرمة تراب هذا الوطن الغالي الذي دافع عنه خير أجناد الأرض من الشرطة والجيش ورووه بدمائهم الزكية وفدوه بأرواحهم الطاهرة، امض يا سيادة الرئيس مشكورا من شعبك الحبيب منصورا من ربك المجيب.
مستشار مفتي الجمهورية